أكد وزير الدفاع الفرنسي، جان-إيف لودريان، أن القوات الفرنسية التي تلاحق المتشددين المرتبطين بالقاعدة في الأودية الخفية بشمال مالي أصبحت الآن في عمق ملاذ الإسلاميين، حيث أن القتال يدور حاليا وجها لوجه بين القوات الفرنسية والجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي، مشيرا إلى أن قواته تلحق أضرارا كبيرة بالجماعات الإرهابية. و أوضح وزير الدفاع الفرنسي، أمس، في تصريح إعلامي، أن التعامل في الوقت الحالي يتم مع إرهابيين مسلحين، مما يتسبب في معارك كبرى، مشيرا إلى أن القوات الفرنسية تلحق أضرارا كبيرة بالجماعات الإرهابية، وقال لودريان الذي يزور مالي حاليا في "نحن نتعارك مع المتشددين وعمليا فإن المعارك تجرى وجها لوجه وعلى الأرض في ظروف قاسية"، مشيدا بتصميم واحترافية القوات الفرنسية المشاركة في العملية العسكرية الجارية في شمال مالي. وفي ذات الصدد، أعرب الوزير عن اعتقاده أن القوات الفرنسية قامت بالكثير من العمل في مالي ولكن المهمة لم تنته بعد حيث لا يزال هناك جيوب للمقاومة الإسلاميين في الشمال، موضحا أنه يتبقى أيضا تأمين مدينة جاو في شمالي البلاد، وفى سياق آخر، أعلن لودريان أنه سيتم قريبا تسليم الجهادي الفرنسي المحتجز حاليا في مالي، مؤكدا أن عدد الفرنسيين "الجهاديين" الذين انضموا إلى صفوف المقاتلين الإسلاميين تراجع مقارنة بما مضى، مشيرا أن هناك أثنين من الفرنسيين، الأول تم تسليمه أول أمس الخميس ولم يكن في صفوف المقاتلين، والآخر هو معتقل مع ستة آخرين من الجهاديين دون تحديد جنسياتهم في منطقة أدرار إيفوجاس وفي سياق متصل، أشار إلى أن هناك نوعا من تأسيس "خلية إرهابية للحرب" في شمال مالي التي يمكن أن تستوعب بعض الشباب الذين يسعون إلى الراديكالية، كما فعل البعض في أفغانستان أو سوريا، مشددا على أن المجموعات الإسلامية متواجدة بكثرة في شمال مالي، مضيفا أن هناك عمليات عسكرية إضافية تجرى في في الأيام الجارية بالجبال في شمال مالي. و للإشارة، كان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، الذي وصل أول أمس الخميس إلى مالي في زيارة غير معلنة للاطلاع على سير عملية "سيرفال" ميدانيا، قد أكد، أن الجزء الأكبر من العمل في مالي قد أُنجز، مشيرا في نفس الوقت، إلى أن العملية لم تنته بعد. و كشف في سياق متصل عن بقاء موقعين يسيطر عليهما المتشددون المسلحون في مالي، وذكر أن العسكريين الفرنسيين يواجهون المتشددين في منطقة أدرار-إيفورخاس الجبلية في شمال مالي، وأضاف أن الإرهابيين مسلحون تسليحا جيدا، مؤكدا أن القتال لا يجري بسهولة، حيث تم تصفية أكثر من عشرة مسلحين اعتدوا على مجموعة من جنود مالي بالقرب من بلدة تين كيراتين التي تبعد بنحو 100 كيلومتر شرقي غاو، وواجهت القوات الفرنسية التي أسرعت إلى مساعدتهم مقاومة شرسة من المسلحين، مما أسفر عن مقتل أحد الجنود الفرنسيين. وذكرت الوزارة في بيان صحفي أن لودريان سيعقد خلال زيارته الحالية إلى مالي سلسلة من اللقاءات في العاصمة باماكو مع نظيره المالي العقيد أركان حرب ياموسا كامارا، كما يستقبل الرئيس المالي ديونكوندا تراوريه ورئيس الوزراء سيسوكو جانجو، وبحسب البيان فإن الوزير سيتوجه في ختام زيارته لمالي إلى بوركينا فاسو التي تشارك بوحدة عسكرية في إطار القوة الإفريقية المشتركة للتدخل في مالي بشرى.س