أكد رئيس حزب التجمع الجزائري الدكتور علي زغدود، في حوار ل"الجزائر الجديدة"، أن إعلانه للترشح لرئاسيات 2014 جاء قصد المساهمة في إعطاء دفع للديمقراطية وحرية الترشح والاختيار الحر للناخبين بما يكرس التعددية الديمقراطية بمقتضى الدستور وقوانين الجمهورية، كما تطرق مرشح الحزب إلى الغموض الذي تشهده البلاد، والذي يعود –حسبه إلى سببين الأول يتعلق بوجود أطراف في السلطة يفضلون إستمرار بوتفليقة في الحكم، وهي تتحكم فيه والجهة الثانية هي ضده ومعه، وهي تعمل على القضاء على الرئيس، مؤكدا بالمقابل سحب التجمع الجزائري لتأييد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. الجزائر الجديدة: نود منكم إعطائنا لمحة قصيرة دكتور علي زغدود على سيرتكم الذاتية وحزبكم منذ إنشائه وأهدافه؟. علي زغدود: الدكتور علي زغدود، من مواليد سنة 1938 ولدت في تبسة ونشأت في عنابة في حي شعبي، شغلت مهنة المحاماة، وكنت مستشارا برئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وعضوا بالمجلس الوطني الإنتقالي، وحزب التجمع الجزائري هو حزب سياسي جزائري أسسه الدكتور علي زغدود سنة 1990 باسم التجمع العربي الإسلامي- التجمع الجزائري متبنيا أبعاد الهوية الجزائرية العروبة والإسلام، في إطار مشروع سياسي لترقية الجزائر، وتغيرت تسميته إلى التجمع الجزائري تماشيا مع دستور 1996. التجمع الجزائري يشارك باستمرار في الحياة السياسية الجزائرية، ويبدي مواقفه من قضايا الأمة دون انقطاع، ويهدف الحزب إلى المشاركة في الحياة السياسية بوسائل ديمقراطية وسلمية، وبرنامج حزب التجمع الجزائري يندرج في هذا الإطار ويشمل عدة جوانب ذات أهمية وحيوية ويختلف على برامج الأحزاب السياسية الأخرى من حيث حرصه على حل قضايا المواطنين ورعاية حقوقهم ومطالبهم وإعدادهم للمشاركة في مجريات الحياة السياسية بوسائل سلمية، ولقد شارك التجمع الجزائري في الحوارات والانتخابات التي جرأت منذ تأسس سنة 1990، ويتواجد عبر الوطن بسعيه الدؤوب للنهوض بجزائر الجميع ليتمتع فيها المواطن بمتطلبات الحياة العصرية والرقي الإنساني. ويحدد برنامج التجمع الجزائري كيفية معالجة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المجتمع الجزائري، ويرسم السبل الكفيلة للتطور السريع ومواكبة ثورة المعلومات في إطار تلبية طموحات الشعب في الحياة الكريمة وبناء دولة لا تزول بزوال الرجال والحكومات والبرامج وتكون في خدمة الوطن والمواطن وضمن مبادئ وأهداف بيان أول نوفمبر 1954. الجزائر الجديدة: أعلنتم ترشحكم لرئاسيات 2014 ، لماذا هذه العودة: نعم حزب "التجمع الجزائري" سيشارك في رئاسيات 2014، وهذا القرار جاء قصد المساهمة في إعطاء دفع للديمقراطية وحرية الترشح والاختيار الحر للناخبين بما يكرس التعددية الديمقراطية بمقتضى الدستور وقوانين الجمهورية، وفيما يخص ترشيحي لهذا الموعد جاء بعد تزكيتي من طرف الحزب خلال المؤتمر الخامس المنعقد مؤخرا، ومن أجل إثراء العمل السياسي في البلاد، وتنشيط التعددية الحزبية، وإعطاء حركية للنهج الديمقراطي، وتمكين أبناء الشعب الجزائري من حق اختيار رئيس للجمهورية بكل حرية من بين عدة مترشحين للرئاسة، لضمان انتخابات تعددية ومتنوعة التوجهات السياسية ونزيهة وشفافة. الجزائر الجديدة: ما تعليقكم عن الدعوة إلى ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة ؟. علي زغدود: نحن ساندنا في السابق الرئيس بوتفليقة لثلاث مرات، لكن الرئيس لم يعترف بما قدمناه من إمكانيات مادية وما قمنا به أيضا من تنشيط ندوات وتصريحات صحفية، ولهذا سحبنا تأييدنا، وأردنا تقديم مرشح من الحزب. الجزائر الجديدة: وماذا تقصدون ب "اعتراف" الرئيس بوتفليقة بجهودكم ؟. علي زغدود: أقصد بذلك إعتراف ملموس، سواء كان ذلك بتعيين أعضاء الحزب في مناصب بالحكومة، أو تقديم مبلغ مالي للحزب. الجزائر الجديدة: ما تعليكم حول الوضع الحالي للبلاد؟ علي زغدود: البلاد تشهد غموضا خطيرا جدا، وهذا يعود لسببين الأول يوجد في السلطة أطراف يفضلون إستمرار بوتفليقة في الحكم، وهي تتحكم فيه والجهة الثانية هي ضده ومعه، وهي تعمل على القضاء على الرئيس. الجزائر الجديدة: من هذه الجماعة التي تتحكم في الرئيس حسب تصريحكم؟ علي زغدود: هي جماعة غير معروفة وبقائه يعني بقائها. الجزائر الجديدة: ماذا تقولون عن تعديل الدستور ؟. علي زغدود: تعديل الدستور مطلب قديم لكن الوقت الآن غير مناسب، لسنا موافقين على تعديله حاليا والسبب القوة غير متوازنة والرئيس كل شيء في يده. الجزائر الجديدة: كنتم في وقت سابق قد توجهتم بدعوة للمواطنين للتوجه إلى صناديق الإقتراع لإختيار الرئيس، في المقابل طالبتم بضمانات، فيما تتمثل هذه الضمانات؟ أولا يجب المساواة بين المترشحين، إذ لا يترشح واحد يستغل إمكانيات الدولة لصالحه"، مثلا ما حصل في الإنتخابات الرئاسية السابقة عندما صوت كل من الشرطة، الإداريين الجيش لصالح الرئيس، إضافة إلى أنه تم توزيع إشاعات في ذلك الوقت تتضمن تهديدات تفيد بأن كل من لا يصوت لصالح الرئيس بوتفليقة سيفصل من العمل، وهذه الإشاعات كان لها الأثر الكبير على نتائج الانتخابات. الجزائر الجديدة: ما هي حسبكم المقاييس التي يجب إتباعها لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة ؟ علي زغدود: يجب أن يكون المترشح بصحة جيدة، ولتأكيد ذلك يجب تقديم ثلاث شهادات طبية تؤكد قدرته على قيادة الحزب من الناحية القانونية. الجزائر الجديدة: هل في ذلك إشارة إلى صحة الرئيس بوتفليقة؟ علي زغدود: هناك أناس كثر إتهموا الرئيس بأنه مريض، فيما يبقى البرهان بيد الأطباء. الجزائر الجديدة: ما رأيكم في ترشيح حزب جبهة التحرير الوطني للرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة؟ علي زغدود: لكي يكسب الأفلان بقائه في السلطة، يلجأ إلى مثل هذه الطرقات "مراوغة للشعب"، كما أن الرئيس من جهته قال إنه ليس في أي حزب. الجزائر الجديدة: كيف ترون وضع أحزاب المعارضة ؟ علي زغدود: ليس لدينا أحزاب معارضة، بل لدينا أحزاب تريد التواجد، لأن هناك العديد من الأحزاب التي تم وضع أعضاء منها في الحكومة، هي الآن في حالة صمت. الجزائر الجديدة: كيف ترون وضع الأحزاب الإسلامية في سباق الرئاسيات؟ على زغدود: الإسلاميين ليس لهم تواجد كبير بالجزائر. الجزائر الجديدة: في رأيكم من هو المرشح الأكثر حظا لقيادة البلاد؟ علي زغدود: حزب الدعايات يرجح فوز خليفة بوتفليقة "الأخضر الإبراهيمي"، وهو صديق بوتفليقة. الجزائر الجديدة: ما رأيكم في ظاهرة التكتل بين الأحزاب ؟ علي زغدود: تكتل الأحزاب وإختيارها لمرشح واحد، يعد من الأعمال السياسية الراقية، لكن في الجزائر أعضاء الأحزاب المتكتلة يتنافسون فيما بينهم، ولحد الآن لم يتصل بنا أحد للتكتل، فالإسلاميون عاجزون عن الاستبيان بحجج أخرى لتمكينهم من الترشح. الجزائر الجديدة: في حال فوزكم في رئاسيات 2014 ماذا ستغيرون؟ علي زغدود: سنعمل على إيجاد نظام اقتصادي ملائم لتعبئة الطاقات البشرية والمادية ورفع مردود الإنتاج، وسنحرر الاقتصاد من البيروقراطية والقيود الأجنبية المفروضة عليه ومكافحة التضخم بالاعتماد على سياسة التقشف في الإدارة والقطاع العام، وإشراك المواطنين في تحسين الوضع الاقتصادي، وحماية العملة الوطنية الدينار من التبعية النقدية والمحافظة على قدراته الشرائية، وإعادة النظر في سعره بالنسبة للعمولات الأخرى، ومراقبة الأجهزة القاعدية في استخدام الموارد المالية وإدخال الأنماط الحديثة في التسيير المالي، وسنكافح التبذير والرشوة بجميع الوسائل وسنعطي الأولية في مجالات الاستثمار ونشجع إنشاء بنوك خاصة وعملة عربية موحدة لمواجهة مثيلاتها من العملات الأخرى وسوق مالية وبورصة، واستغلال القروض الخارجية في المشاريع الاستثمارية والمنتجة وإحداث صناعات إستراتيجية ومناطق تجارية حرة، وإعفاء المنتجات والدول المصدرة من الرسوم وإجراءات الجمركة، ونشجع الصناعات التقليدية والسياحة الوطنية بمختلف القروض وإعفائها من الضرائب. الجزائر الجديدة: في الأخير ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للشعب ؟ علي زغدود: ندعو الشعب الجزائري أن يقوم باستخدام بطاقة الانتخاب، ويختار من يحب ليحكم بلاده، وأن لا يدع صوته، ولا يتجاهل عملية الإنتخاب، لأنها عملية شريفة، وكل صوت لديه قيمة، وعلى المرأة أن تنتخب وأن تكافح مثلها مثل الرجال، كما كانت دائما المرأة الجزائرية.