تجري عملية إقامة جدار من الأنظمة التقنية المتطورة على قدم وساق لتعزيز المراقبة والرصد على طول الحدود الجزائرية مع المملكة المغربية، لمواجهة ظاهرة تهريب المخدرات من المغرب، إضافة إلى منع محاولات استنزاف الثروات الوطنية، خاصة مادة الوقود و المواد الغذائية. أوضح قائد الدائرة الجهوية الثانية لحرس الحدود، العقيد عبد الكريم رملين خلال ندوة صحفية لعرض حصيلة نشاطات وحدات الدرك الوطني لإقليم اختصاص القيادة الجهوية الثانية بوهران، أن مشروع تعزيز تأمين الشريط الحدودي الغربي عبر المراقبة الالكترونية قيد الدراسة، موضحا أن المراقبة الالكترونية التي تتم من خلال تجهيزات تكنولوجية حديثة على غرار الكاميرات تشكل سند داعم لعمل الوحدات المكلفة بحراسة وأمن الحدود البرية. واعتبر العقيد رملي، التجهيزات الهندسية التي تم إنجازها على الشريط الحدودي على غرار السواتر المشيدة وحفر الخنادق، قد أعطت ثمارها وأثبتت فعاليتها في الميدان لا سيما في مجال مكافحة التهريب والوقاية من هذه الظاهرة". ويأتي هذا المشروع بمثابة الرد على إعلان السلطات المغربية مؤخرا مد السياج العازل بين البلدين على الجانب المغربي من 70 كلم، إلى 110 كلم. هذا، وأضاف المتحدث، أن الإجراءات المتخذة لتعزيز الحدود والتأمين هي إجراءات "هندسية" بالدرجة الأولى وتتمثل في الخنادق التي تعمل على تضييق الخناق على نشاط المهربين. وتقدر نسبة التجهيزات الهندسية ب 80 بالمائة على مستوى الجهة وهي كوسيلة أساسية إلى حد الآن في الميدان للتأمين. ووفق الحصيلة التي قدمتها القيادة الجهوية للدرك الوطني بغرب البلاد خلال السنة الجارية ، فقد تم حجز 80 طنا و227 كلغ من الكيف المعالج في عمليات متفرقة، مكنت أيضا من تفكيك 45 شبكة تحترف التهريب الدولي لهذه السموم نحو الجزائر انطلاقا من المغرب، وتم تسجيل بشأن عملية تفكيك شبكات التهريب الدولي للكيف المغربي إرتفاعا لافتا خاصة بالمقارنة مع السنتين السابقتين حيث سجل خلال 2013 تفكيك 32 شبكة بينما عرفت السنة التي قبلها تفكيك 20 شبكة. هذا وأشار المقدم رملي، أن عملية المراقبة الالكترونية أصبحت حتمية أملتها الظروف في ظل فشل كل المحاولات في كبح عمليات تهريب المخدرات نحو الجزائر، مشيرا إلى أن زيارة وزيرة البريد و تكنولويجيا الإعلام والاتصال مؤخرا إلى الحدود الغربية وإعلانها ربط المراكز المتقدمة بالألياف البصرية، مهد لانطلاق دراسة ميدانية لإقامة مخطط للرقابة الالكترونية على الحدود الذي ظلت مطلبا لمختلف أسلاك الأمن منذ زمن طويل، حيث من المنتظر تزويد المناطق الحدودية بكاميرات حرارية قريبا، ستسمح بمراقبة كل التحركات على الشريط الحدودي وكبح نشاط شبكات التهريب التي تقايض خيرات الجزائر بسموم المغرب.