ما تزال معاناة العائلات القاطنة بحي طويلب القصديري المتواجد ببلدية براقي متواصلة مع وضعيتها السكنية المزرية، أمام غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة بمنازلهم كالغاز، الماء وقنوات الصرف الصحي، وبالرغم من أن السلطات المحلية على علم بالوضعية الكارثية لحيهم، إلا أنها لم تتدخل لحد الساعة لإزاحة الغبن عنهم، ومرارة الحياة التي قال عنها البعض من سكان الحي أنها مُرة كالعلقم ولا مفر منها سوى صرخة عالية علا وعسى تصل الجهات المسؤولة، التي تتهاون في معالجة مشاكل العائلات القاطنة بالحي والمقدر عددها بحوالي 12 عائلة، حيث أكد لنا هؤلاء أنه قد تم إحصاؤهم عدة مرات من طرف مصالح البلدية، قصد الاستفادة من سكنات اجتماعية، غير أنه لم يتم إحصاؤهم لدى مصالح الدائرة الإدارية لأسباب يجهلونها رغم أحقيتهم في ذلك، مؤكدين في ذات السياق، أنهم قد أودعوا عدة شكاوي لدى مصالح البلدية والدائرة الإدارية، غير أن نداءاتهم لم تجد بعد آذانا صاغية، بل وسدّت كل الأبواب في وجوههم، وبقيت آمالهم في الترحيل معلّقةلأجل غير مسمى. في سياق ذي صلة، أكد بعض السكان للجزائر الجديدة أنهم يعيشون أوضاعا صعبة في بيوت لا تصلح حتى أن تكون إصطبلا للحيوانات، فهي مبنية بطريقة عشوائية مشيدة من مادة الباربان والصفيح الذي غطى الواجهة، مما جعلها تصبح كالأفران في فصل الحر، أين تشهد فيه درجات الحرارة أعلى معدلاتها، والوضع لا يقل سوءا خلال فصل الشتاء أين تعرف تلك السكنات المعدمة برودة قاسية، مؤكدين أن سكناتهم باتت هشة يمكن لها أن تنهار فوق رؤوسهم في أي لحظة، مما جعلهم يعيشون كابوسا حقيقيا يستفيقون عليه كل يوم، نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات التي اعترت منازلهم، ناهيك عن هاجس الرطوبة العالية التي طالت الأسقف والجدران الوضع الذي أثّر سلبا على صحتهم، خاصة الأطفال منهم وكبار السن، الذين أصيبوا أغلبهم بالحساسية والربو، ما تطلّب منهم الخضوع المستمر للمعالجة الطبية. معانا سكان حي طويلب القصديري لا تقف عند هذا الحد، وإنما امتدت لتطال مشكل انعدام النظافة، حيث تفتقد السكنات التي يعيش فيها هؤلاء إلى قنوات الصرف الصحي، مما اضطرهم لاعتماد حفر لتصريف المياه القذرة، الأمر الذي حوّل أرضية الحي إلى مستنقع للأوساخ مما تسبّب في انبعاث الروائح الكريهة، فضلا عن انتشار أكوام النفايات بشكل عشوائي في مختلف أزقة الحي، في ظل غياب مكان مخصص لرمي الفضلات، الوضع الذي حوّل الحي إلى فضاء خصب لنمو مختلف الحشرات الضارة. من ناحية أخرى، تحدّث القاطنون عن هاجس الطرقات المتدهورة، حيث باتت هذه الأخيرة وفي معظمها ترابية مليئة بالحفر والمطبات العميقة التي تتحول بمجرد تساقط قطرات المطر الأولى إلى برك من الأوحال المتراكمة يستحيل عليهم المرور منها دون انتعال الأحذية البلاستيكية. وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها سكان حي طويلب القصديري، يناشد هؤلاء السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبراقي، التدخل العاجل للظفر بحقهم الشرعي في الترحيل ومن تم انتشالهم من الظروف المزرية التي يعيشونها.