عرض المسرح الوطني الجزائري، سهرة أول أمس، مسرحية "الهايشة" للمخرج محمد شرشال ، الفائزة مؤخرا بجائزة أحسن نص مقتبس في المهرجان الوطني العاشر للمسرح المحترف. "الهايشة"عمل مقتبس عن مسرحية لأوجين يونسكو التي كتبت لتسلط الضوء على عيوب الإنسان، الكراهية، الحمق والعنف ، وقد حظيت المسرحية بإعجاب الجمهور المتوسط الذي حضر لمشاهدة هذا العرض لها الذي دام تسعين دقيقة من الزمن الركحي . يندد هذا العمل المسرحي ، بالحماقة والسلوكات "الحيوانية" للإنسان، ويدعو إلى التحلي بالأخلاق الحميدة والاتصاف بالحكمة ، واستطاع المخرج استكشاف المواضيع والصور والإيقاعات للنص الأصلي وعرضها على الخشبة بما يتلاءم مع السياق الحالي. ندد العمل بما يمكن اعتباره "سلوكيات حيوانية للإنسان"، واعتمد العمل على شخصية "بشير" الذي اختار العزلة عن المجتمع لأنه لم يعد قادرا على التعايش مع أفراده، وأدمن شرب الخمر لتناسي آلامه فحاول المحيطون استدراجه نحو عالم مزيف. جمع العمل المسرحي بين الفكاهة والتهكم والإثارة عبر شخصية بشير، الذي نجح الفنان طارق بوعرارة في أدائه ، بشير الذي قدم صورة عن تلك الشخصية المتأرجحة التي تارة "في حالة سكر" وتارة مضحكة ورافضة الانتماء لمجتمع تخلى الإنسان عن مواقفه ومبادئه الإنسانية ومال إلى التصرفات والسلوكات الحيوانية. هي حيوانات تجتاح المدينة ، هكذا يبدأ العرض ، يتبعها دخول الخادمة قامت بالدور" عديلة سوالم" إلى الخشبة وفي يدها قط صغير تم قتله ، مؤكدة بوجود "وحش" في المدينة، وتبدأ الحيوانات تغزو المدينة تدريجيا ويزداد قلق السكان الذين يتحولون للأسف ، الواحد بعد الآخر إلى حيوانات، ما عدا بشير الذي يقاوم ويرفض الانصياع ، موجها كلامه لجيرانه الذين باتوا يتصرفون كالحيوانات المفترسة ومحاولا إقناعهم بأنهم "من بني الإنسان" ولا شيء أفضل من إنسانية الإنسان . اعتمد المخرج على استعمال اللهجة العامية للوصل إلى الجمهور بلغة مفهومة تعتمد على مصطلحات معبرة تليق بموضوع العمل المسرحي.