قرر اتحاد الكرة الجزائري لكرة القدم (فاف)، منع الأندية المحلية من انتداب اللاعبين المحترفين بداية من مرحلة الانتقالات الشتوية، بسبب ما أسماه الصعوبات المالية التي تواجه الأندية وتلاعبات وكلاء اللاعبين. وقال الاتحاد في بيان نشره في موقعه الالكتروني أمس، الأحد إن مكتبه التنفيذي الذي اجتمع أول أمس السبت، قرر وقف انتداب اللاعبين الأجانب بداية من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بسبب الصعوبات المالية التي تواجه الأندية واستحالة الحصول على النقد الأجنبي بطريقة شرعية لتسديد رواتب اللاعبين الأجانب، وأيضا تلاعبات وكلاء اللاعبين وبعض الفاعلين في محيط كرة القدم. وأوضح البيان أن اللاعبين الأجانب الذين يملكون عقودا مع أنديتهم يحق لهم اللعب حتى نهاية التزامهم مع هذه الأندية. ودعت الفاف الأندية المحترفة إلى مراجعة قوائم لاعبيها بشكل يمكنها من اقتصاد الأموال، خاصة وأن عدد اللاعبين (الأجانب) الذين لا يشاركون أساسيين مازال يرتفع وكتلة الأجور تصبح باهظة. وتجيز لوائح الاتحاد الجزائري للأندية المحترفة حاليا انتداب ثلاثة لاعبين أجانب، يحق لاثنين منهم التواجد في الملعب خلال المباريات. وأرجع البعض قرار الاتحاد الجزائري إلى الأزمة الاقتصادية التي تواجه الجزائر العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بسبب تراجع إيرادات النفط والغاز إلى نحو النصف. ولم يذكر البيان ما إذا كانت صفة "لاعبي أجنبي" تنطبق على اللاعبين الجزائريين المغتربين، الذين وجدوا ضالتهم في البطولة الجزائرية، وأصبحوا يشكلون نشبا مرتفعة في القسمين الأول والثاني المحترفين وحتى في مستوى الهواة، أم يقتصر على اللاعبين من غير الجنسية الجزائرية. وحسب متابعين للملف الذي يثار في كل مرة على طاولة نقاشات الإعلاميين والمختصين في الشأن الكروي الجزائري، فإن هذا القرار سيلقى معارضة شديدة جدا من كل أندية المحترف الأول والثاني، طالما أن كل الفرق باتت تجد في اللاعبين الأجانب، سوقا مربحة، طالما أن عددا من اللاعبين الأفارقة مثلا مروا على البطولة الجزائرية، ثم احترفوا بأوربا ونالت الأندية من وزراء ذلك أموالا باهظة. وتعتبر خطوة روراوة "الجريئة" هذه مسلسلا لقرارات سابقة، أعلنتها الفاف والرابطة الوصية على مر المواسم الأخيرة، والبداية بتحديد عدد الأجانب في كل فريق، ثم الاشتراط على كل لاعب أن يثبت بأنه لاعبي دولي (لعب لمنتخب بلاده)، ثم إلزام كل فريق يضم ثلاثة أجانب بأن يوظف لاعبين فقط على الميدان في مباراة ما، وهو ما أوقع عدة فرق في إشكالات قانونية وإدارية، أبرزها ما حدث مع شباب قسنطينة الموسم الفارط، عندما زج مدربه بثلاثة أجانب في مباراة واحدة في لحساب كأس الجمهورية أمام اتحاد بلعباس. ومعلوم أن الفاف تحاول كل مرة، الخروج بقوانين جديدة خدمة للكرة المحلية وللمواهب الشابة، ناهيك عن ضمان أفضل الطرق شفافية ك "مراقبة" عن بعد لأنشطة الفرق وتعاملاتها المالية مع اللاعبين، خاصة الأفارقة منهم. دفع أجور اللاعبين بنكيا ولتفادي مشاكل عدم دفع المستحقات الذي عانى منه اللاعبون طويلا، قررت الفاف أن تتم عملية تسديد الأجور للاعبين من هنا فصاعدا عبر تحويلات بنكية بحيث ترسل تأكيدات الدفع للفاف بصفة دورية كل 3 اشهر لضمان حقوق اللاعبين، وطالبت الفاف اللاعبين الذين لم يتحصولا على أموالهم التقرب إلى لجنة فض النزاعات في أجل أقصاه 5 أشهر للمطالبة بالتسديد وكل طلب يتعدى هذه الفترة سيفقد الطلب قانونيته ويلغى تلقائيا.