سطرت وحدات الدرك بالتنسيق مع مصالح الشرطة عملية مداهمة من اجل حماية المواطن وممتلكاته لا سيما المصطافين وتحقيق الامن والاستقرار، في إطار محاربة الجريمة بشتى أنواعها وعلى رأسها حيازة واستهلاك المخدرات، الاعتداء والهجرة غير الشرعية خاصة في عنابة. ومن أجل تطويق المدينة التي قسمت الى فروع تم تسخير امكانيات مادية و بشرية هائلة تمثلت في 1500 عنصر مشترك زيادة على 321 مركبة مهمتها التنقل عبر الأحياء المعروفة بأوكار الجريمة وكذا 100 دراجة نارية بالاضافة الى فصائل الامن والتدخل والافواج السينوتقنية التي تستعمل الكلاب البوليسية لاكتشاف المخدرات والأسلحة، كما تم ادماج مروحيتين من اجل ضمان التغطية الجوية لمراقبة سواحل وغابات الولاية لكشف الحراقة، وكذا متابعة المجرمين الفارين باتجاه المناطق المعزولة. وجهتنا الاولى كانت في حدود الساعة السابعة والنصف مساءا رفقة فصيلة الامن والتدخل اين كانت الانطلاقة من مقر امن ولاية عنابة بعدما تم تقسيم فوج الصحافة على مركبات الدرك والشرطة كل اخذ طريق محددة، انطلقنا باتجاه الأحياء الأكثر خطورة والمعروفة بأوكار الجريمة لاسيما حيازة المخدرات و الاعتداءات باستعمال السلاح الابيض. وصلنا الى منطقة " سان كلو " اين لاحظنا حركة كبيرة للمواطنين عبر الطرقات او في المقاهي والمطاعم وهم في حالة ارتياح كبرى نتيجة تأمين المكان اين انتشر عشرات رجال الامن المشتركة لمراقبة المحيط و تفيش المشتبه فيهم لننتقل بعد ذلك وناخذ طريق المحطة البرية اين تم تفتيش العديد من المسافريين بطرق حديثة وتقنيات عالية في التعامل، كان اغلبهم شباب من ولايات مجاورة دخلوا الولاية بعد عطلة صيفية قضوها بجمهورية تونس ، تحدثنا رفقة احدهم الذي ابدى ارتياح كبيرة لتواجد مصالح الدرك بالمكان خاصة في تلك الساعة بسبب ان المكان يعرف انتشار واسع للاعتداءات والسرقة من طرف ابناء المنطقة ضد الاجانب مستغلين ذيق الوقت والظلام الحالك للانقضاء على فريستهم، صعدنا المركبات بعد تفتيش الشباب الذين اتضح ان كل ما يحملونه مجرد هدايا تم جلبها من تونس واتخذنا الطريق المؤدية الى ميناء عنابة وفجاة انخفضت سرعة السيارة لمراقبة المكان جيدا اين كانت تدون بين عناصر فصيلة الامن والتدخل اشارات معينة يتبادلون من خلالها معلومات حول تواجد المدمنين واللصوص، كما كان من مهام رجال السلاح خلال المداهمة تامين ومراقبة ساحة السلاح وساحة الثورة قنطرة الهوى الى ان وصلنا الى منطقة سبع رقود التي كان يسودها الظلام الحالك رغم ذلك دخلنا المكان الذي كانت زجاج الخمرتملؤه حيث حول الى وكر للمدمنيين والهاربيين من القانون ورغم ان قائد الفصيلة امر بعدم اشعال المنبهات كي لا ينتبه المجرمين الا ان المكان كان خاليا بسبب الانتشار الواسع لعناصر الامن في كل ربوع الولاية مما شد انتباه الخارجيين عن القانون واختفائهم عن الانظار . وبعد ذلك انتقلنا الى منطقة الآثار الهيبونية لمعاينة المكان اين تم توقيف شخص في مخرج المكان تم اخضاعه للتفتيش لتتوقف سيارة من نوع " هيونداي اتوس " كان صاحبها في حالة سكر تم توقيفه اذ به يقوم باعمال عدوانية ضد الدركيين بدات بالسب والشتم الا ان عناصر السلاح حاول تهداته دون استعمال القوة اين اقتادوه الى مقر الفرقة الاقليمية 08 ماي 1945 لينقل بعد ذلك الى مستشفى ابن رشد للقيام بتحاليل الدم وهنا كشف قائد الفصيلة رقم واحد ان كل الاحياء التي تم مداهمتها تعرف باتنشار جريمة الاعتداء والسرقة واستهلاك وحيازة المخدرات . وأسفرت عملية المداهمة التي كان هدفها الاول تقريب المواطن من مصالح الامن وتحقيق الهدوء بالمنطقة لا سيما وان الولاية تعرف استقطاب ملايين السواح سنويا عن تعريف 830 مواطن اوقف منهم 11 شخص محل بحث الجهات القضائية والامنية اغلبهم في اطار التهرب من اداء الخدمة الوطنية وسبعة اشخاص بجريمة استهلاك وحيازة المخدرات، خمسة اشخاص لحيازة اسلحة بيضاء كما تم ايقاف شخص لمحاولة الاعتداء على شخص وسرقة هاتف نقال فيما تم توقيف ثمانية اشخاص بتهمة الفعل المخل بالحياء، و قد تم تعريف 116 مركبة من مختلف الماركات و 20 محل تجاري . وكشف قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني المقدم صحراوي بارور أن الهدف الاول من هذه المداهمة ليست الارقام انما تحقيق امن المواطن وكسب ثقته حيث اعطت العملية ارتياح كبير لدى سكان المنطقة مضيفا ان الولاية عرفت تحسن امني كبير بسبب انخفاض الجريمة، وعن الجريمة الشائعة بالولاية قال محدثنا أن عنابة تعرف انتشار الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص و المتمثلة في الضرب والجرح العمدي ، تليها الجنايات والجنح ضد الأموال و الممتلكات ثم الجنايات والجنح ضد الأسرة والآداب العامة وذلك راجع االى انتشار البطالة "اذ ان الشاب البطال هو السبب الرئيسي في زرع الجريمة وهذا ما تطلب تكثيف المراقبة على هذه الفئة لمحاربة ظاهرة الإجرام. كشف المقدم صحراوي بارور ان عدد المصطافين خلال السنة في تزايد مستمر وذلك بسبب تحسن الاوضاع الامنية بعد ما تم توقيف العديد من العصابات التي كانت تعبث بامن الولاية وتهدد سكونها وهذا ما لاحظناه ونحن نتجول بين شوارع الولاية اين كانت الساحات الرئيسية مكتضة عن اخرها وحتى ساعات متاخرة من الليل بالاضافة الى التغطية الامنية التي شملت جميع المناطق السياحية من خلال تطبيق المخطط الازرق ومخطط دلفيين حيث يسيطرعناصر الدرك على 14 شاطئ ومن جهتها مصالح الشرطة على خمسة شواطئ حيث لاحظنا ذلك من خلال بعض الشواطئ كشطايبي وسرايدي التي كانت ممتلئة بالمصطافين من مختلف الولاياتالشرقية وحتى الغربية بالاضافة الى الاجانب ضف الى ذلك تأمين الطرقات والممرات المؤدية الى مختلف المناطق الاثرية والسياحية. كما كشف المقدم صحراوي بارود ان المجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة تغطي كافة إقليم الولاية بنسبة 100 بالمائة وذلك عن طريق 13 فرقة اقليمية مقابل 12 بلدية بالولاية اي بتعداد إجمالي يقدر ب 590 فردا، كاشفا ان المجموعة تتكون من 20 وحدة عملياتية منها فصيلتين للأمن والتدخل وفصيلة للابحاث وكذا سرية أمن الطرقات وثلاثة كتائب إقليمية بالاضافة الى الفوج السينوتقني .