نيودلهي تفوقت على بكين بنمو نسبته 7.9% خلال الربع الأول من العام الحالي الهند تهدد عروش الدول الكبرى بمعدل النمو الاقتصادي باتت الهند واحدة من القوى الاقتصادية الكبرى التي تشكل تهديداً للقوى التقليدية في العالم بعد أن تمكنت من التفوق على الصين في النمو الاقتصادي، لتتربع بذلك على عرش أكبر نسبة نمو اقتصادي في العالم وتتجه سريعاً لتستحوذ على حصة أكبر من الاقتصاد العالمي. وأظهرت البيانات الرسمية في الهند أن اقتصاد البلاد حقق نمواً بنسبة 7.9% خلال الربع الأول من العام الحالي، في الوقت الذي حقق فيه الاقتصاد الصيني نمواً بنسبة 6.7% خلال الفترة ذاتها، فيما يظهر من رسم بياني مقارن نشره موقع "المنتدى الاقتصادي العالمي" أن الهند بدأت تتفوق على الصين في نسب النمو الاقتصادي منذ الربع الأخير من العام 2014، وهو ما يعني أنها تتجه سريعاً لتتفوق على الصين التي تشكل حالياً ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويبدو أن التفوق الهندي نتج عن التباطؤ في الاقتصاد الصيني والناتج عن جملة من التحديات التي يقول الكاتب الاقتصادي الأمريكي جو مايرز إنها أدت بوضوح إلى تباطؤ في الاقتصاد الصيني، وأتاحت الفرصة للهند وهي صاحبة أكبر الأسواق الناشئة في العالم حتى تتفوق في نسب النمو على الصين. وبحسب ما يرز الذي نشر مقاله على موقع "المنتدى الاقتصادي العالمي" فانه يشير الى أن جملة التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني حالياً تشمل ضعف الصادرات وارتفاع مستويات المديونية وتباطؤ الاستثمارات، وهي عوامل ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي برمته وسط توقعات من صندوق النقد الدولي ب"تأثيرات واسعة للصين على منطقة آسيا بشكل عام". ورغم المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الصيني والتي أتاحت للهند التفوق في نسب النمو التي تحققها، فان الاقتصاد الصيني يظل أفضل حالاً بكثير من حيث نسب النمو إذا ما قورن بالاقتصادات الكبرى في العالم بما فيها الولاياتالمتحدة، حيث أن بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي تشير إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي مجتمعين حققوا نمواً اقتصادياً بنسبة 1.9% خلال العام الماضي 2015. وفيما يتعلق بالاقتصاد الهندي يقول الكاتب مايرز إن النمو الذي يسجله يرتكز على التطور الزراعي، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع كبير في صادرات الغذاء، كما أن التحسينات التي شهدها القطاع الصحي والتطور في الخدمات والرعاية الطبية أدى أيضاً إلى تنوع ديمغرافي كبير، مع توقعات بأن تصبح الهند قريباً صاحبة أكبر قوة عاملة في العالم وأكثرها شباباً. وتمكنت الهند في السنوات الأخيرة من استقطاب عدد كبير من الشركات العالمية التي تنتمي الى مختلف القطاعات والصناعات بدءا من الإنتاج الدوائي، ووصولاً إلى صناعات التعدين وتكنولوجيا الفضاء، وهو ما قاد إلى تحقيق هذه الثورة الاقتصادية الكبيرة في ثاني أكبر دولة بالعالم.