توجت التعاونية الثقافية مشاهو إفرحونن من تيزي-وزو بباتنة بأحسن عرض مسرحي متكامل في ختام الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي احتضنه المسرح الجهوي لعاصمة الأوراس من 10 إلى 17 ديسمبر الجاري. وتحصل المسرح الجهوي لبجاية على جائزتي أحسن أداء نسائي وتوجت به صورايا حيمود وكذا أحسن سينوغرافيا، فيما فاز بأحسن أداء رجالي عز الدين بن عمر من المسرح الجهوي لباتنة وفاز نورالدين آيت سليمان من المسرح الجهوي لتيزي وزو بجائزة أحسن نص. أما جائزة أحسن إخراج مسرحي فعادت لعثمان عبد الوهاب من جمعية أوال من بلدية بوعنداس من سطيف، فيما تحصلت ثيزيري بن يوسف من الجمعية الثقافية ايثران لتقربوست من البويرة على أحسن أداء نسائي ثانوي وحمزة مشمش من الجمعية الثقافية تاغرما آقبو من بجاية على أحسن أداء رجالي ثانوي، وفاز بجائزة أحسن ابداع موسيقي كمال لخذاري من تعاونية الفضاء الأزرق من باتنة لتتوج الجمعية الثقافية تاغيت ماجزر من إليزي بجائزة لجنة التحكيم. وتميزت السهرة الختامية التي جرت في أجواء حميمية بقاعة المسرح الجهوي تخللتها معزوفات موسيقية وأغاني تراثية أصيلة من أداء فرقة نيوزيك من مدينة مروانة (باتنة) بتكريم كل من المخرج علي عيساوي (المحطة الجهوية للتلفزة الوطنية بقسنطينة) الذي ساهم في أرشفة الكثير من الأعمال المسرحية والممثل كمال زرارة من مسرح باتنة الجهوي الذي توج بالعديد من الجوائز. واعتبر بالمناسبة محافظ المهرجان سليم سهالي، أن الطبعة الثامنة من هذه التظاهرة جاءت للتأكيد على البعد الوطني للغة والثقافة الأمازيغية من خلال مشاركة متنافسين من مختلف أنحاء الوطن فيما أوصت لجنة التحكيم بضرورة توخي الجدية في التحضير للطبعات المقبلة، مقترحة أن يكون التنافس في الطبعة التاسعة على نص جزائري أمازيغي موحد لكي يفسح مجال الإبداع في السينوغرافيا والموسيقى والتمثيل والإخراج، مضيفا بأن استمرارية هذه التظاهرة ونجاحها مرهون بالمشاركة المكثفة للمسارح الجهوية ومن ثم الحديث على مستوى المنافسة بكل أبعادها ولا يمكن الحديث عن ضعف العروض ونقائص الأداء في غياب الفرق المحترفة. وقد شاركت في الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي 3 مسارح جهوية لكل من باتنة وتيزي وزو وبجاية إلى جانب 9 جمعيات وتعاونيات مسرحية من الولايات الثلاث، وكذا وأخرى من هران وسطيف إليزي والبويرة وغرداية والجزائر العاصمة. وعرفت هذه التظاهرة التي تم تقليص مدتها إلى أسبوع إقبالا ملفتا للجمهور على الرغم من برودة الطقس في هذه الفترة من السنة ما جعل بالعديد من المشاركين يقترحون تغيير فترة المهرجان إلى فصل الربيع ولم لا نقل بعض العروض إلى الساحة العمومية المقابلة للمسرح في إطار ما يسمى بمسرح الشارع. واعتبر فنانون ومسرحيون وأكاديميون ومهتمون بشؤون أب الفنون بالجزائر،حضروا فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في نسخته الثامنة، أن مشاركة كل المسارح الجهوية في هذا المهرجان الوحيد من نوعه وطنيا ضرورية لترقيته ورفع مستوى المنافسة فيه. فبرأي رئيس التعاونية الثقافية "ماشاهو إفرحونن" من تيزي وزو الفنان عبد الرحمان هوش، فإن هذه التظاهرة تحتاج لتكاثف جهود كل المبدعين لإعطائها أسسا متينة سيما وأنها تدعم اللغة الأمازيغية والمسرح الناطق بالأمازيغية وعلى المسارح الجهوية أن تخوض المنافسة فيها حتى بتبني جمعية أو تعاونية مسرحية تنشط بالأمازيغية. وقال المتحدث الذي يبلغ من العمر 60 سنة قضى 35 سنة منها في خدمة المسرح "أشارك في هذا المهرجان للسنة الثامنة على التوالي لكني لاحظت أن عدد المسارح الجهوية بدأ يقل منذ الطبعة الخامسة باستثناء المشاركة المتواصلة لمسارح باتنة وتيزي وزو وبجاية ومؤخرا البويرة"، معتبرا ذلك قليل مقارنة بالدعم والإمكانات المادية والبشرية التي وفرتها الدولة لكل مسرح جهوي. وبالمقابل ذكر من جهته الممثل علي جبارة من باتنة بأن هناك فرقا وتعاونيات مسرحية هاوية منها فرق من تمنراست وأدرار كشفت عن مستوى لابأس به من الأداء رغم قلة الإمكانات ومنها التي تحصلت على جوائز مشرفة في النشخات السابقة. وقد أثبتت هذه التظاهرة، يضيف ذات الممثل، بأن هناك الكثير من المواهب الشابة التي تحتاج الى الاحتكاك مع ممثلين محترفين في المسارح الجهوية ترقية أدائها واكتساب الخبرة في مثل هذه التظاهرات التي تلقى مع الأسف، كما قال، عزوف من طرف هاته المسارح التي يفترض أن تشارك في كل المنافسات المسرحية على المستوى الوطني، فالمهرجان مفتوح لكل الطاقات الإبداعية التي تنشط في مجال الفن الرابع دون استثناء وقد تعزز هذه السنة من الناحية الأكاديمية بانفتاحه على الجامعة وفق ما ذكره رئيس معهد اللغة والثقافة الأمازيغية جمال نحالي الذي صرح أن المعهد شهد هذه السنة ميلاد فرقة مسرحية تنشط بالأمازيغية وستدخل المنافسة في النسخة المقبلة. من جهته اعتبر المخرج والمنتج السينمائي الشاب حاتم أكساس من باتنة هذا المهرجان، فرصة تزخر بالمواهب وبالإمكان استغلالها كخزان لإثراء الساحة الفنية والإبداعية بوجوه جديدة يمكن صقل موهبتها بإمكانات بسيطة، كما يرى أن الإبداع لا يقاس بالإمكانات المادية بقدر ما يعتمد على الإيمان بالفكرة والقدرات الذاتية للأداء والعطاء. يذكر بأن هذه التظاهرة التي عرفت سهرتها الافتتاحية تكريم عدد من الوجوه المهتمة بالمسرح والثقافة الأمازيغية تخللها ملتقى علمي حول "علاقة المسرح بالهوية" كما تم تنظيم معرضين الأول للكتاب باللغة الأمازيغية والثاني للصناعات التقليدية لولاية تمنراست الذي استقطب عدد كبير من الزوار الذين أبدوا إعجابهم بالحلي التقليدية لمنطقة الأهقار.