أكد رئيس جمعية اليراع للثقافة والإبداع لقسنطينة الفنان أنور خلاف على أهمية المسرح الصامت الذي اعتبره من بين أهم الأشكال التعبيرية التي يمكن الاستعانة بها في تقديم مسرح الطفل بالجزائر ولفت انتباه الجمهور الصغير الذي هو بحاجة إلى الإندماج مع ما يتم تقديمه على الخشبة ومحاولة فهم المضمون وتلقي الرسالة بطريقة إبداعية ساحرة. و على هامش العرض المسرحي "التمثال" الذي قدمته أول أمس التعاونية الثقافية بقاعة العروض الكبرى أحمد باي لقسنطينة أول أمس في إطار برنامج الديوان الوطني للثقافة الإعلام أكّد خلاف أن المسرح الصامت أو ما يسمى ب " الميم "من الممكن جدا أن يؤثر و يعبر أكثر عن قضايا وأحداث مختلفة أكثر مما يعبر عنها الحوار المباشر، خاصة إذا تعلق الأمر بالطفل الذي يحاول التركيز أكثر لفهم مضامين الإشارات والإيماءات التي تمكن بحد ذاتها من تحقيق إبلاغ و تواصل سيميائي حقيقي. وعلى مدار الساعة من الزمن استمتع جمهور الأطفال بمسرحية "التمثال" الصامتة التي عالجت في مضمونها آفة السرقة في قالب فكاهي باستخدام الإشارات والإيحاءات التي تفاعل معها الأطفال، وعبروا عن فهمهم لمضمون العرض بشكل واضح، وبخصوص واقع مسرح الطفل أكد رئيس الجمعية أن ما يتم تقديمه من عروض تمتاز بالسطحية في مضمونها، وهو راجع حسبه لكون الكثير من الفاعلين في المجال لا يركزون على تقديم فن حقيقي و هادف بقدر ما يركزون على الجانب التجاري، عبر تقديم عروض دون دراسة فعلية واهتمام بالمضمون والجانب الفني للمسرحية، ما يوحي بضعف الإنتاج وسطحية محتوى العرض، وبالتالي الاعتماد أكثر على التهريج،رغم أنه ليس من السهل استغباء الطفل.