يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة والفرح، حيث تمثل مدينة اسطنبول الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب التركي؛ باعتبار أنها كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن 5 قرون، و فيها عدد كبير من المساجد والمعالم الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. وفي هذه المدينة التي يصل سكانها 14 مليونا أو أكثر يُقرأ القرآن العظيم خلال هذا الشهر يوميًا في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، كما تعتبر ساحة السلطان أحمد في اسطنبول مكانا للإفطار و مناسبة للتجمع والتنزه ، حيث تضاء مآذن الجوامع في أنحاء تركيا عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى فجر اليوم التالي، ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك باسم ( محيا )، ولكل مسجد من المساجد الكبيرة منارتان على الأقل، ولبعضها 4 منارات أو 6 ، وفي العادة أن تُمد حبال بين المنارات، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات منها « بسم الله، الله محمد، حسن حسين، نور على نور، يا حنان، يا رمضان..الخ، وعندما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. الجمعيات الخيرية وبالاشتراك مع أهل الإحسان تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى ب « موائد الرحمن «، وهي موائد يحضرها الفقراء والمحتاجون ،و تقام عادة في الساحات والأماكن العامة، كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها. والمطبخ التركي غني عن التعريف فيه الشوربة ، الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار التركية ومن الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم « بيدا « وتعني « الفطير « ، إلى جانب تحضير « الكنافة « و القطايف و البقلاوة و الجلاّش التي تعتبر من أشهر أنواع الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم.