بالرغم من مرور عدة سنوات، على انطلاق برنامج "خاتم سليمان"، للإعلامي سليمان بخليلي، إلا أن هذه الحصة الرمضانية التثقيفية، لم تفقد قيمتها ولم يتراجع عدد مشاهديدها، بل على العكس من ذلك لا تزال محافظة، على تقاليدها وجودة مضامينها، برنامج "خاتم سليمان"، الذي يسافر بالمشاهد إلى مختلف عواصم العالم العربي، بعدما كان في بداية مشواره مقتصرا على المدن الجزائرية، بات اليوم من بين أهم البرامج، التي استطاعت فرض نفسها وبإمكانها حتى منافسة الكثير من المنوعات والحصص التي تبث في مختلف الفضائيات العربية في الشهر الفضيل، لما بات يطرحه من أسئلة علمية ومدروسة في مجال الثقافة العامة، ويسلط الضوء على مستوى المواطن العربي ومدى اطلاعه واهتمامه بآخر مستجدات العلوم وكذا إبراز ملكته في مجال التاريخ والفلسفة والرياضيات وثقافات الشعوب، في قالب فيه الكثير من الفكاهة وإهداءات المشاهدين، الذين يفشلون في الإجابة عن أسئلة الإعلامي سليمان بخليلي، والأكيد أن مثل هذه الحصص مفيدة في توعية الشباب، وتشجيعهم على البحث وتمكينهم من المطالعة، وتنسيهم مشاهد العنف والرعب التي باتت تميز الكثير من الحصص، ما جعل العديد من المشاهدين يستاءون من نوعيتها وانحدارها ومخاطرها على الشباب والأطفال، وكان من بين ضحايا هذه البرامج الرديئة الروائي رشيد بوجدرة، الذي أهين في حصة كاميرا خفية "رانا حكمناك"، ما نجم عنه تحرك المثقفين والكتاب، للمطالبة بوقف هذه المهازل التلفزية، وبالتالي فإن برنامج "خاتم سليمان"، أضحى اليوم من بين الأعمال الفنية التي تستحق التنويه، وتقتضي وتفرض علينا تشجيعها وتسخير لها كل أشكال الدعم والإسناد، حتى نرفع من مستوى برامجنا ونتخطى تلك الركاكة والرداءة، التي شوّهت صورة مجتمعنا وأهانت زبدة مثقفينا، وأرعبت أبناءنا وأطفالنا، فالصائم بحاجة إلى ما يرطب نظره، ويرقي سمعه ويهدئ قلبه، وليس إلى ما يرهق بدنه ويرفع ضغط دمه ويصيبه بالاكتئاب والاستياء، وهذه المسؤولية ليست بالهينة، بل تحتاج إلى إعلاميين محترفين ومخرجين مبدعين وتقنيين متمرسين، فكفانا مزيدا من المهازل وحان الوقت لكي نعيد للشاشة بريقها وللفضائيات الجزائرية، سمعتها في عالم تنافسي لا يعترف بالضعفاء وغير القادرين على مجاراة "ريتم" المنوعات والبرامج السينمائية والثقافية في مختلف الفضائيات العالمية.