الموالون يضربون قرارات المصالح الفلاحية عرض الحائط تفاجأ العديد من المواطنين الذين قصدوا نقاط البيع الأربعة التي خصصتها مديرية الفلاحة لبيع أضحية العيد مباشرة من الموّال إلى المواطن بساحات فارغة ليعودوا أدراجهم باحثين عن نقاط أخرى يملك أصحابها شهادات طبية تثبت سلامة الأضحية خوفا من تكرار سيناريو العام الماضي أين أجبرت العديد من العائلات لرمي الأضاحي بعد تغير لون اللحم في اليوم الثاني من عيد الأضحى خوفا على صحتهم وصحة عائلاتهم
كانت الساعة تشير إلى الثامنة ونصف صباح أمس حيث اتجهنا إلى مقر غرفة الفلاحة بمنطقة مسرغين أحد المواقع الأربع التي حددتها مديرية الفلاحة لبيع أضحية العيد لكن وبمجرد وصولنا إلى عين المكان قيل لنا أنه لا وجود للمواشي والعديد من المواطنين قد توافدوا على غرفة الفلاحة باحثين عن مواشي صحية سليمة لإحياء سنة النبي إبراهيم لكنهم عادوا أدراجهم وعند استفسارنا عن الأمر قيل لنا من أحد العاملين بالغرفة أن الموالين رفضوا الالتحاق بهذا المكان محتجين بضعف نسبة هامش الربح إذا ما باعوا ماشيتهم بهذه النقاط. ساحات و مواقع فارغة من الماشية واصلنا البحث عن مواشي يملك أصحابها شهادات طبية تثبت سلامتها بمواقع حددتها المصالح الفلاحية كساحة المؤسسة الوطنية للزيتون بالسانيا التي وجدناها خالية على عروشها وفي هذا الإطار كانت لنا دردشة مع أحد حراس الشركة الذي قال انه فعلا قبل أسابيع حضرت المصالح مديرية الفلاحة وقامت بالرسم والتخطيط على أرضية المؤسسة لتحديد أماكن وضع الماشية لكن لحد الآن تبقى هذه الخطوط البيضاء مجرد رسوم لا غير مشيرا ذات المتحدث أن العديد من المواطنين قدموا إلى عين المكان لاقتناء أضحية عيد الأضحى المبارك لكن عادوا أدراجهم فارغي الأيدي. و نفس المشاهد تتكرر بباقي نقاط البيع التي حددتها المصالح الفلاحية و يتعلق الأمر بموقعين على مستوى بلديتي الكرمة وطافراوى حيث رفض الموالون الالتحاق بهذه الساحات حسبما أكده مصدر من ذات المصالح موضحا أن الموالين فضّلوا بيع مواشيهم إلى السماسرة عوض عرضها بنقاط البيع دون إعطاء تفسيرا مقنعا حول هذا العزوف . و أكد الموالون الذين صادفناهم بطريقنا والذين رفضوا الإلحاق بمواقع البيع المحددة من قبل مصالح مديرية الفلاحة أن بيع المواشي إلى للسماسرة و التجار أو بطرق أخرى خاصة نحددها نحن الموالون «أريح وأربح « المهم ان النقاط الأربعة التي استبشر المواطنون خيرا بتحديدها لاقتناء كبش سليم بها اعتبرها الكثيرون بكذبة أفريل في عز الصيف. شهادات طبية غائبة بعدها اتجهنا إلى عدد من نقاط البيع بولاية وهران والتي نمت هذه الأيام كالفطريات في غياب الرقابة الردعية إذ أنه مع انطلاق العد التنازلي لهذه المناسبة الدينية فقد حول العديد من التجار والسماسرة الساحات العمومية وحواف الطرقات وحتى مستودعات مساكن وفيلات إلى نقاط بيع أضحية العيد وللبحث عن مواشي بشهادات طبية تثبت سلامة الأضحية والقضاء على هاجس الخوف من تكرار حادثة السنة الفارطة سألنا العديد من الباعة بهذه النقاط عن هذه الشهادة الطبية لكن دون جدوى فلم نجد لدى هؤلاء الباعة هذه الشهادة وفي كل مرة يتحجج التجار بوجودها لكن لم يسلمها لهم الموالون الذين اقتنيت منه هذه المواشي والأخر يؤكد أن جميعها تم تلقيحها من الأمراض وغيرها من التفسيرات لتبرير أن المواشي سليمة معظم النقاط التي زرناها لم نتصفح هذه الشهادة الطبية ولم نجد أي طبيب بيطري. وللإجابة عن العديد من الاستفسارات اتصالنا بمصالح مديرية الفلاحة التي أكد مصدر منها أن الموالين لم يلتحقوا بالنقاط الأربعة التي حددتها هذه المصالح وفضلوا بيعها بطرقهم الخاصة مشيرة أنه وبالموازاة مع هذه النقاط فقد وضعت ذات المصالح 54 نقطة عبر مختلف الولاية مع تجنيدها ل25 طبيبا من مفتشية البيطرة الذين يسهرون على عملية مراقبة أضحية العيد أما عن الشهادة الطبية فقد أوضح ذات المتحدث أن هذه الشهادة لا علاقة لها بعملية التلقيح وأنها شهادة تثبت سلامة الماشية ويتم إجبار التاجر على تقديمها إلى مصالح البيطرية لاسيما القادمين من الولايات المجاورة اما عن المراقبة التي يقوم بها البياطرة في مختلف نقاط البيع فتتم بالعين المجردة ومن جهة أخرى حذرت مصالح مفتشية البيطرة المواطنين من اقتناء المواشي المعروضة للبيع في النقاط الموازية الفوضوية . غياب لافتات الأماكن المرخصة في غياب لافتات تحدد الأماكن المرخصة والمراقبة من قبل مصالح الفلاحة وانتشار البيع الفوضوى وفي ظل هذه التصريحات يحبس المواطن أنفاسه خوفا من تكرار سيناريو فساد لحوم أضحية والبعض الأخر فضل التنقل خارج ولاية وهران إلى مزارع ومستثمرات فلاحية لتربية المواشي لاقتناء أضحية العيد ضمانا لكبش سليم ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك فإن جميع النقاط والأسواق المواشي تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا من قبل المواطنين الذين هم بين حيرة وتخوف واندهاش كبير من ارتفاع أسعار الماشية إذ وصل سعر الكباش إلى 7 ملايين سنتيم في حين وصل سعر الخروف إلى 35 ألف. والملاحظ من خلال جولتنا أن أسعار الماشية لهذه السنة قد عرفت ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنة الفارطة مما اقتصر البعض من المواطنين على الاستفسار عن الأسعار لا غير للإشارة فقد برر بعض التجار ارتفاع أسعار أضحية عيد الأضحى المبارك لهذه السنة إلى ارتفاع أسعار العلف وقلة تساقط الأمطار وغيرها من الدوافع والأسباب التي تجعله يرفع سعر الماشية.