فاز الفنان التشكيلي الجزائري رشيد قريشي مؤخرا بجائزة »جميل للفن الإسلامي 2011« وهي جائزة بريطانية تبلغ قيمتها 25 ألف جنيه إسترليني تقدم مرة كل سنتين ليفتك قريشي المرتبة الأولى خلال هذا الموسم بعدما تنافس مع تسعة فنانين إختيرو للمرحلة النهائية من المسابقة التي شار فيها أكثر من 200 فنان حيث أبهر هذا الأخير اللجنة المنظمة بعملة الفني الإبداعي الذي قدمه تحت عنوان اللامرئيات الذي إعتمد فيه علي أقمشة متنوعة ومطروزة باللونين الأبيض والأسود دون أن يخرج عن الشروط والضوابط التي تقرها هذه المسابقة ناهيك عن الجودة التي إتسم بها التصميم من خلال الخطوط العربية الراقية والرموز المنمقة المستوحاة من الثقافة الإسلامية العريقة والبعض من المؤثرات الإفريقية . ومن جهته فقد أهدى التشكيلي الجزائري هذا العمل الإبداعي لأربعة عشر من كبار الصوفيين في العالم الإسلامي الذين أعجبوا بدورهم بجمالية الخط العربي وتصاميمه التي إنتهجها هذا الفنان الموهوب الذي غالبا ما يهتم في إبداعاته بالمخطوطات الإسلامية والشعبية المغاربية وكذا بالثقافة الصوفية إذ تتسم جل أعماله بالتحرر والحيوية مما يجعلها أكثر تعبيرا عن الفكر الصوفي لاسيما إذا وظف بها عناصر من الحرف اليدوية التقليدية كالتطريز والرسم على الخزف واستخدام المعدن في أشغال نحتية جميلة والأهم من ذلك أن قريشي معروف بأسلوبه المتفرد في تقديم التراث الإسلامي حيث غالبا ما يبرز هذا النوع من الفنون الحضارية من خلال توظيفه للرموز والطلاسم والكتابة الحروفية بإستخدام الورق والحرير والزجاج والسيراميك على غرار عمله الإبداعي »طريق الورد« الذي شارك به في العديد من المعارض الفنية العربية والأجنبية مثل الإمارات وتركيا والدول المغاربية والجدير بالذكر أن رشيد قريشي قد تسلم جائزة »جميل« من طرف رئيس مبادرات عبد اللطيف جميل الإجتماعية في المملكة العربية السعودية السيد حسن محمد عبد اللطيف جميل« خلال إحتفال أقيم في صالة »جميل للفن الإسلامي« في متحف »فيكتوريا وألبرت« في لندن وذلك بحضور وزير الثقافة البريطاني »إيد فيزي« ومدير المتحف »مارتن روث« ليكون بذلك قريشي ثاني فنان تشكيلي يحظى بهذا التتويج بعد الفنانة الإيرانية الأصل »أفروز أمييغي« التي فازت بالجائزة عام 2009 عن عملها الإبداعي الموسم ب (1001) والذي يحتفظ بها متحف لندن لحد الساعة إلى جانب عمل »اللامرئيات« لقريشي الذي عزز مسيرته الفنية بهذا التتويج والعمل الإبداعي الجميل بعد أن جال بأعماله مختلف الدول العربية والأوروبية وحتى الآسيوية لا سيما في الفترة الأخيرة أين ساهم في عدد من المعارض الدولية على غرار معرض المركز الثقافي البرازيلي »إيزلا« ومعرض تقاليد المستقبل في »هاوس دي كنست« بألمانيا وغيرها من المعارض الفنية في عالم الإبداع الجمالي الراقي. وللإشارة فإن رشيد قريشي من مواليد 1947 بعين البيضاء في الجزائر وهو يعيش حاليا في تونسوفرنسا درس في معهد الفنون الجميلة والمدرسة الوطنية العليا للفنون بالجزائر قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليتابع بعدها دراسته في المدرسة الوطنية لفنون الديكور وفي كلية الدراسات العمرانية في باريس عرف أن هذا الفنان الجزائري شغفه بالفن الإسلامي والفكر الصوفي لكن هذا لم يمنعه من التغلغل بفنه الراقي إلى عوالم التراث الجزائري مستمدا إهماله من الجذور العريقة لبلاده كما إشتهر أيضا بإعتماده على السيراميك والأقمشة والمعادن المختلفة والرسومات على الحرير والورق والقماش دون إلهامه للرموز والأشكال بأحرفها المستمدة من لغات وثقافات أخرى لا سيما »الصينية« التي غالبا ما يلجأ إليها في التعبير عن أفكاره ومشاعره الإبداعية ولا زالت لحد الآن أعماله تقتنى من طرف أشهر المتاحف الدولية وتعرض في أبرز المعارض الأوروبية والعربية وكذا الأمريكية دون أن ننسى المتحف البريطاني الذي إهتم كثيرا بأعماله وأدرجها ضمن معروضاته الثمينة الخاصة بأشهر الخطاطين العالميين وكذا الرسامين من مختلف الدول بالعالم.