قوة الثورة الجزائرية انها استطاعت أن تجند الشعب بكل فئاته في المدن والارياف وفي داخل الوطن وخارجه بالبندقية وبالتظاهر وبتقديم المال والطعام وتوفير المأوى والدعم للمجاهدين رغم المعاناة والقتل والاعتقال والتعذيب والتجميع في المحتشدات لكنه واصل كفاحه مقدما التضحيات في سبيل الحرية والاستقلال رافعا شارة النصر او الاستشهاد صارخا تحيا الجزائر حرة مستقلة وتحيا جبهة التحرير وجيش التحرير ويسقط الاستعمار فكانت ثورة شعب بحق ولم تقتصر على فئة معينة. شعب الجزائر العظيم الذي هب يدافع عن وطنه منذ بداية الاحتلال حيث انضمت قبائل بكاملها الى ثورات الأمير عبد القادر واحمد باي والشيخ بوعمامة واولاد سيد الشيخ وفاطمة نسومر والمقراني وبومزراق وبومعزة ولم يستسلم الشعب الجزائر فظل يكافح بمختلف الوسائل في النقابات والجمعيات الرياضية والأحزاب السياسية رغم التضييق والقمع وخرج في الثامن ماي 1945في مظاهرات سلمية مطالبا بالاستقلال في سطيف وقالمة وخراطة وسعيدة ومناطق أخرى من الوطن وقدم 45 ألف شهيد تلك المظاهرات التي سبقت انطلاق الثورة في اول نوفمبر 1954 وكانت احد أسباب اندلاعها بعد أن تأكد الجزائريون أن فرنسا التي غدرت بهم لن تفي لهم بوعودها. وفي الخامس جويلية 1955 نظم الجزائريون مظاهرات كبيرة بمناسبة ذكرى احتلال فرنسا لبلادنا حتى أن المناضل فرانز فانون أطلق عليها اسم اليوم العظيم وحاول الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول جس نبض الجزائريين والترويج لسياسته الرامية لإخماد الثورة فحل بتلمسان في يوم 9 ديسمبر 1960 التي نزل بمطارها والقى خطابا هناك ثم انتقل الى عين تموشنت وسط حشد كبير من المعمرين الذين تظاهروا من اجل الجزائر فرنسية فرد عليهم الجزائريون بمظاهرة مضادة ونادوا بالجزائر مسلمة وفي يوم 11ديسمبر حل ديغول بالجزائر العاصمة واستقبله الجزائريون بمظاهرات عمت مختلف الاحياء وامتدت المظاهرات الى مدن أخرى مثل وهران والاصنام (الشلف) وسيدي بلعباس والبليدة وتيبازة وبجاية وقسنطينة وعنابة وخنشلة فعملت اهم مناطق البلاد متحدية أجهزة الامن الفرنسية ولم تخش الموت او الاعتقال والتعذيب فأفشلت زيارة ديغول وأكدت له أن الشعب الجزائري مع الثورة وجبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة فما كان منه الا فتح الاتصالات والمفاوضات مع قادة الثورة التي أدت الى اتفاقيات ايفيان واعتراف فرنسا باستقلال الجزائر ولا ننسى مظاهرات 17 اكتوبر 1961 التي نظمها المهاجرون الجزائريون في العاصمة الفرنسية باريس وقمعتها فرنسا بقوة فقد كان كفاح الجزائر متنوعا وشاملا لكل الفئات والمناطق لتكون ثورة من الشعب والى الشعب ولم تكن ثورة فئة أو أفراد.