يستقبل العالم العربي العام الجديد 2018 وسط صراعات وخلافات ومؤامرات وتهديدات وتدخلات اجنبية وحروب مستمرة وأخرى في طريق الاشتعال ورؤية مستقبلية غائبة وسط صعوبات وازمات متزايدة رغم الفشل الجزئي لمخطط التقسيم والتجزئة في سورية والعراق باندحار تنظيم داعش واحباط محاولة استقلال كردستان العراق. ويبدو أن مصر قد تنحت عن قيادة العرب وفقدت دورها الإقليمي وتحاول المملكة العربية السعودية والامارات العربية تعويضها دون جدوى نتيجة الابتعاد عن القضايا المحورية التي تهم العرب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تتعرض للتصفية ضمن تحالفات جديدة تجعل من الجارة إيران عدوا وتفتح الباب امام إسرائيل لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل وعزمه على نقل السفارة الامريكية في تل ابيب الى القدس أحرج العرب المتحمسين للتحالف مع إسرائيل لضرب إيران التي لها حلفاء في سورية ولبنان والعراق واليمن التي تدور فيها حرب ضارية بين الحوثيين الذين استولوا على السلطة في صنعاء وقاموا بتصفية الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح الذي كان حليفا له ضد التحالف العربي بقيادة السعودية التي تتعرض لضغوط دولية لتوقيف هذه الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات مخلفة دمارا كبيرا وجوعا وامراضا فتاكة مثل الكوليرا والتيفوئيد مع وجود خلاف بين الامارات والسعودية التي تجري بها تغيرات سياسية واجتماعية خطيرة ومن المتوقع ان تسحب السودان جنودها من اليمن نتيجة الضغوط الداخلية بسبب الخسائر البشرية التي تعرضت لها تلك القوات والنتائج التي اسفرت عنها زيارة الرئيس التركي الطيب رجب ارد وغان ومنحه جزيرة سواكن على البحر الأحمر الأمر الذي اغضب مصر والسعودية والامارات الذين يواصلون حصار الشقيقة قطر وحاولوا الإطاحة بأميرها الذي استنجد بتركيا التي أرسلت له قوات عسكرية قوامها خمسة آلاف جندي وستقيم مصنعا عسكريا فيها وفي سورية انهزمت داعش وتراجعت المعارضة المسلحة وتعطلت المفاوضات وأعلنت روسيا عن وجود قواعد عسكرية دائمة لها فيها وترفض أمريكا سحب قواتها منها والتي دخلت بطريقة غير شرعية وتستعد ايران لمواجهة أمريكا وإسرائيل حيث تم الكشف عن تحالف بينهما لضربها وستخرج أمريكا قريبا من الاتفاق النووي مع ايران وفي ليبيا لا تفاهم ولا غالب ولا مغلوب والتواجد العسكري الأجنبي في دول الساحل الافريقي يتزايد لمحاربة عناصر داعش التي نقلت الى هناك لإكمال المهمة المكلفة بها بإشاعة الفوضى والاضطراب والقتل وجلب الدول الكبرى لتقيم قواعد عسكرية لها حماية لمصالحها واستنزافا لثروات الشعوب والسيطرة عليها وهكذا يضيع العرب ويتفرقون ويدخلون في نزاعات وتحالفات تضرهم وتنفع اعداءهم.