تشتهر بلدية بوڤيراط بطابع فلاحي مميز يجعلها تحتل مكانة إقتصادية وتجارية هامة بولاية مستغانم لاسيما وأنها تعتمد في زراعاتها على كل أنواع الخضر والفواكه ، إلا أن المنتوج الوحيد الذي تعرف به يتمثل في الحمضيات بما فيها البرتقال والليمون ، فيجد قاصد هذه البلدية البساتين المتتالية للبرتقال عبر مختلف مسالك البلدية التي تعتبر منطقة فلاحية محض فيما يعتمد معظم سكانها على قطاع الفلاحة في نشاطهم . يعود أصل تسمية بلدية بوڤيراط حسب شيوخ المنطقة نسبة إلى أحد سكانها الذي كان يطلق عليه إسم أبو ڤيراط وهو من كبا تجار الذهب وكما هو معلوم أن القيراط هو أحد العيارات الخاصة بقياس الذهب. تأسست هذه البلدية رسمياً خلال الحقبة الإستعمارية الفرنسية ومن بين الهياكل والمنشآت التي كانت تتواجد بها أنذاك مقر للدرك الوطني دارالبلدية فضلاً عن كنيسة تم تحويلها مؤخراً إلى مسجد علماً أن المقر الجديد لدار البلدية تم تدشينه يوم 8 ماي من العام المنصرم 2011 . بوڤيراط المحافظة تحتضن بلدية بوڤيراط المحافظة زاويتين هامتين وهما الزاوية السانوسية التي تبعد عن مركز البلدية ب 4 كيلومترات ، فضلاً عن زاوية بن تكوك والمعروفة كذلك بالعرعار ، هذه الأخيرة التي تعتبر فضاء لحفظ القرآن وتلقين دروس الدين إذ يقصدها الطلبة من مختلف التراب الوطني علماً أن ضريح الولي الصالح بن تكوك يتموقع بالقرب من الزاوية وبعين المكان لا يزال هنالك هيكل لزاوية خاصة بحفظ القرآن الكريم تحت الأرض كما يتم تنظيم الوعدة الخاصة بالولي الصالح سيدي الشارف الغوت ببوڤيراط سنوياً وبالضبط خلال كل شهر سبتمبر. كما تضم بلدية بوڤيراط في إطار الآثار التي تحوز عليها على مغارة تسمى بموزاية والمعروفة بإسم الأربعون "برنوصاَ" وحسب شيوخ المنطقة فإنه وعند آذان المغرب تسمع أصواتاً تتلو القرآن الكريم بعين المكان لكن مصدرها لا يزال مجهولا. تتربع بلدية بوڤيراط على مساحة تقدر ب 97كلم2 تسكنها 36.882 نسمة تتكون هذه البلدية من 30 دوراً وتنقسم إلى منطقتين أو بالأحرى إلى عرشين إثنين وهما عرش أولاد بوعبسة وعرش أولاد شافع. المشكل واحد تبلغ المساحة الفلاحية ببلدية بوڤيراط ب 8001 هكتار من بينها 7003 هكتار صالحة للزراعة فيما تقدر المساحة الغابية ب 426 هكتار وللإشارة أن مساحة الأراضي المغروسة بالأشجار تصل إلى 1440 هكتار منها 698 هكتار خاصة بالحمضيات ، هذه الأخيرة التي بلغ إنتاجها خلال الموسم الفلاحي المنصرم 207.499 قنطار . وفي ذات الشأن تجدر الإشارة إلى أن عدد المستثمرات الفلاحية ببوڤيراط يقدر ب 1612 مستثمرة ، من بينها 69 مستثمرة فلاحية جماعية ناهيك عن 288 مستثمرة فردية و 1255 مستثمرة خاصة وهو مايقابله عدد لا بأس به من الفلاحين يصل إلى 3370 فلاح من بينهم 2297 فلاح دائم منهم 35 إمرأة و 1073 فلاح موسمي. وبالرغم من هذه الإمكانيات سواء تعلق الأمر بالأراضي الفلاحية الخصبة أو اليد العاملة المتخصصة إلا أن الهاجس الوحيد الذي يبقى يرهق الفلاحين يتمثل في غياب المادة الأولية بالنسبة إليهم ألا وهي مادة المياه إذ يعاني معظم الفلاحين في هذا المضمار كثيراً خصوصاً وأن المنطقة تشهد نقصاً كبيراً في المياه الجوفية والتي تعتمد عليها معظم الزراعات التي تشتهر بها المنطقة بما فيها الحمضيات ومادة البطاطا أما المشكل الثاني الذي يقف كحجر العثرة أمام الفلاحين فيتمثل في عدم تسوية وثائق أراضيهم الفلاحية. ترقب إنتاج وفير وللعلم أن مديرية المصالح الفلاحية لولاية مستغانم تترقب إنتاجاً وفيراً خلال الموسم الفلاحي الجاري 2011 - 2012 وذلك حسبما يتضمنه عقد النجاعة وهذا بالنسبة لبلدية بوڤيراط بطبيعة الحال إذ من المنتظر أن يتم إنتاج 1146 قنطار من القمح الصلب و 21.479 قنطار من القمح اللين ، ناهيك عن 29.503 قنطار من مادة الشعير و 26.359 قنطار من الأعلاف هذا فضلاً عن 555 قنطار من البقول الجافة و 11.595 قنطار من الطماطم الصناعية وما يعادل 194.596 قنطار من مختلف أنواع الخضروات أما فيما يخص مادة البطاطا فمن المتوقع أن يتم إنتاج 133.048 قنطار فضلاً عن 2784 قنطار من مادة البصل و 3 آلاف قنطار من مادة الكروم أما فيما يخص الحمضيات بما فيها البرتقال والليمون فمن المرتقب أن يتم إنتاج ما قيمته 210.869 قنطار خلال الموسم الفلاحي الجاري فيما ينتظر أن تذر الأشجار ذات النواة، ماقيمته 39.217 قنطاراً من مختلف الفواكه ذات النواة بما فيها مادة الخوخ ، المشمش ، التفاح ... إلى غير ذلك وعن الزيتون فمن المرتقب أن يتم إنتاج 6120 قنطاراً . وفيما يتعلق باللحوم البيضاء فتتوقع مديرية المصالح الفلاحية سنوياً إنتاجاً وفيراً ببلدية بوڤيراط وهذا لكون هذه الأخيرة تحتضن مذبحاً خاصاً بالدواجن بحيث تنتظر ذات المصالح أن يتم إنتاج 5790 قنطار من اللحوم البيضاء و1495 قنطار من اللحوم الحمراء ، فيما تنتظر ذات المصادر أن يتم إنتاج أكثر من 4 ملايين وحدة من مادة البيض و 17 قنطاراً من مادة العسل ، ناهيك عن 55 قنطارا من مادة الصوف. إنتاج 800 قنطار من القمح اللين أما عن الموسم الفلاحي المنصرم 2010 - 2011 فقد تم إحصاء إنتاجاً وفيراً في بعض المنتوجات ، فضلاً عن آخراً متذبذباً في بعض المنتوجات الأخرى وذلك نتيجة شح السماء. بحيث تم إنتاج 800 قنطار من القمح اللين بينما كان عقد النجاعة يترقب إنتاج ما قيمته 1113 قنطار إلا أن هذا الإنتاج كان مرهوناً بتساقط الأمطار التي أبت أن تبهج الفلاحين خلال ذات الموسم الفلاحي فيما تم تسجيل 14.400 قنطار من القمح اللين فيما كان من المنتظر أن يتم إنتاج 20.854 قنطار أما عن مادة الشعير فقد تم إنتاج 12.960 قنطاراً فيما كان من المفترض أن يتم تسجيل ما قيمته 28.644 قنطاراً أما فيما يخص إنتاج الأعلاف فقد تم إحصاء 28.830 قنطار بينما تم تسجيل ضمن عقد النجاعة 25.843 قنطار هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد تقلصت مساحة الأراضي الخاصة بزراعة الطماطم الصناعية من 50 هكتاراً إلى 40 هكتاراً بحيث تم إنتاج 11.400 قنطار من الطماطم الصناعية فيما سجل عقد النجاعة 11.406 قنطاراً أما عن غرس مادة البطاطا فقد كان من المنتظر أن يتم إستغلال مساحة تقدر ب 750 هكتار على 2665 قنطار. فيما تقلصت المساحة إلى 475 هكتار وقد تم إنتاج 136.100 قنطار فيما كان من المنتظر أن يتم إنتاج 126.700 قنطار حسب ما يتضمنه عقد النجاعة إلا أن الإنتاج كان وفيراً فيما تقلصت مساحة غرس مادة البصل هي الأخرى من 50 هكتاراً إلى 13 هكتاراً وقد تم إنتاج ما قيمته 1660 هكتار لينص عقد النجاعة. مردود وفير للخضروات أما فيما يتعلق بالخضروات بمختلف أنواعها فقد تم إنتاج خلال الموسم الفلاحي الماضي 210.410 قنطار على مساحة تصل إلى 934 هكتار بينما كان من المفترض وحسب عقد النجاعة دائماً أن يتم إنتاج 187.786 قنطار على مساحة تقدر ب 1107 هكتار إلا أن الإنتاج كان مضاعفاً على مساحة أقل . أما عن عنب المائدة فقد تم إنتاج 340 قنطاراً فيما تضمن عقد النجاعة مردوداً يقدر ب 3 آلاف قنطار وعن الحمضيات التي تعتبر أهم منتوج يميز بلدية بوڤيراط فقط تم إنتاج 262.960 قنطار وفي الجهة المقابلة كان عقد النجاعة يتوقع إنتاجاً قليلاً أي ب 207.499 قنطاراً . أما عن الإنتاج أو المردود الخاص بالأشجار ذات النواة بما فيها مادة الخوخ، المشمش وكذا التفاح فقد تم إنتاج 52 ألف قنطار، بينما كان من المتوقع أن يتم تحصيل ما قيمته 182.35 قنطار، أما عن مادة الزيتون فقد تم إنتاج 8580 قنطار، فيما كان من المنتظر أن يتم إنتاج 6120 قنطار. أما فيما يخص إنتاج مادة الحليب فقد كان من المتوقع أن يتم تحصيل 000.352.3 لتر، إلا أنه تم تسجيل إنتاجا وفيرا ب 50.785.4 لتر. كما بلغ إنتاج اللحوم الحمراء خلال الموسم الفلاحي الفارط 2010/2011 (65.1035 قنطار) بينما كان من المتوقع أن يتم إنتاج 000.158 قنطار، أما فيما يخص اللحوم البيضاء فقد تم تسجيل مردود ب 73.18834 قنطار، وذلك كما ذكرنا آنفا إلى كون بلدية بوڤيراط تحتضن مذبحا خاصا بالدواجن، علما أن عقد النجاعة كان ينتظر أن يتم إنتاج 6000 قنطار. وعن إنتاج مادة البيض فقد كان من المتوقع حسب عقود النجاعة أن يتم إنتاج ما قيمته 000.973.29 وحدة، فيما تم تسجيل 000.080.7 وحدة، أما بخصوص مادة العسل فقد تم إنتاج 10 قناطير فقط، فيما كان من المنتظر أن يتم إنتاج 20 قنطارا. وفيما يخص رؤوس الأبقار فقد تم إحصاء خلال الموسم الماضي 880 رأسا، من بينها 314 بقرة حلوب، أما البقية فهي غير صالحة لإنتاج مادة الحليب، أما عن رؤوس الأغنام فقد تم تسجيل 4200 رأس من بينها 2150 نعاج، أما عن رؤوس الماعز فقد تم ضبط حسب مديرية المصالح الفلاحية 380 رأسا ببلدية بوڤيراط، من بينها 200 معزة، فيما تم ذبح خلال ذات الفترة 700.433 دجاجة، كما تم إحصاء 700.14 دجاجة غير منتجة لمادة البيض، أما عن خلايا النحل فقد تم نصب 280 خلية. الماو مفتاح الأمل وبالتالي ومع كل هذا المردود الفلاحي الذي تم تسجيله خلال السنة الفارطة، وما تتوقعه مديرية المصالح الفلاحية لولاية مستغانم من إنتاج بمنطقة بوڤيراط الفلاحية، يبقى هاجس الفلاحين الوحيد الذي يرهن إنتاج أراضيهم بل يجعلهم يشعرون بالقلق خلال انطلاق كل موسم فلاحي يتمثل في عامل المياه الذي يبقى ضئيلا جدا مقارنة بالمنتوجات التي تعتمد عليها هذه البلدية والتي تحتاج إلى كميات معتبرة من المياه، بما فيما الحمضيات، وكذا مادة البطاطا... وبالتالي يبقى بصيص أمل الفلاحين هو مشروعي الماو وتحلية مياه البحر.. علما أن هذا العائق لا يقتصر على منطقة بوڤيراط، بل حتى بلدية سيرات وكل الجهات المشهورة بطابعها الفلاحي بولاية مستغانم.