تم مساء أول أمس تقديم أوبيرات " الفجر والمقصلة " بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووالي الولاية، فضلا عن المنتخبين والعائلات الوهرانية. وقد أعجب الحضور بالعمل الفني الرائع الذي نظم بمناسبة ذكرى "يوم الشهيد"، حيث تروي هذه "الأوبيرات" التي دامت قرابة الساعة والنصف، مسار ونضال شهيد المقصلة أحمد زبانة، من خلال عرض فني مبني على الأداء التمثيلي والإبهار الموسيقي والبصري الجذاب. ما جعل الجميع يصفق في ختام "الأوبيرات" على الممثلين الشباب البارعين-، لاسيما وأنهم عايشوا لحظات مليئة بالفخر والاعتزاز، بالبطل الأسطوري والخالد، الذي قدم أروع الملاحم في التضحية بالنفس، وإركاع الجلاد الذي حاول ترهيبه وإدخال الرعب والهوان في نفسيته، حتى يكون مثالا لجميع المعتقلين والثوار الذين يتجرأون على مقارعة المستدمر وآلته العسكرية الفتاكة، وقد استطاع الممثل عاهد سفيان الذي تقمص دور الشهيد، أن يلمع بحضوره الوجداني وشخصيته الكاريزمتية، التي أرادت أن تظهر تلك الأنفة والعنفوان والشموخ للشهيد أحمد زبانة، دون أن ننسى زريبع عبد الحليم، الذي استطاع تصوير مشهد الراوي الذي يحكي صمود رجل أرهب المقصلة، التي استسلمت في الأخير لقوة وعظمة هذا الرجل الرمز والخالد، وما زاد من جمالية هذه "الأوبيرات"، هو التناسق الموسيقي والديكور المتوائم مع العرض و"الكوريغرافيا" المتسقة مع النص الدرامي، فضلا عن الأداء المتميز والمتناغم للممثلين على غرار أمينة بلحوسين، حورية زاوش، محمد الأمين رارا، ناصر باي، ورفاس حسين، ومرارتية مصطفى، وبن شيحة مليك ومالح أمين، دون أن ننسى بلكروي، بوخدمي تامي، وفارس عبد الكريم، وقد حاول هذا العمل الفني البديع، توجيه عدة رسائل أهمها إبراز تضحيات شهداء الجزائر، الذين لم يذخروا أي جهد من أجل تقديم الغالي لتحيا كعبة الثوار والأحرار، شامخة مكرمة بين الأمم، والتأكيد على ضرورة الاقتداء بهم والمحافظة على رسالتهم الخالدة، وسيتم عرض أوبيرات "الفجر والمقصلة " في مختلف المسارح الجهوية عبر القطر الوطني، فضلا عن تقديمها بمختلف المسارح الأجنبية، للتعريف برموز الجزائر وثورتنا التحريرية المظفرة. يجدر الذكر أن "الأوبيرات" ، التي ألفها الكاتب والروائي (وزير الثقافة) عز الدين ميهوبي وأخرجها مولاي ملياني محمد مراد، وأشرف على تلحينها (مدير الثقافة بوهران) قويدر بوزيان، قام بتوزيعها "فقيد الجزائر" الموسيقار الكبير المرحوم بلاوي الهواري قبل أيام من وفاته، حيث احتوت في مجملها على العديد من الأغاني التي لحنها هذا العملاق الذي خلّف وراءه رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية الخالدة.