لقد أدى الجزائريون و الجزائريات واجبات العزاء لعائلات ضحايا الطائرة العسكرية المنكوبة , و عبروا لها عن مواساتهم و تضامنهم بجميع الوسائل المتاحة , كتابة, صوتا و صورا معبرة , و مبادرات فردية و جماعية , تناقلتها وسائل الإعلام التقليدية , و مواقع التواصل الاجتماعي ,بشكل فرض الاحترام للشعب الجزائري برمته لدى الرأي العام الخارجي , و ألزم الشامتين السكوت, بعد أن اكتشفوا و رأوا رأي العين متانة العلاقة بين الشعب وبين الجيش الوطني الشعبي , سليل جيش التحرير الوطني ؛علاقة تُجَسِّد واقعيا مبدأ "الجيش/الأمة" الذي جعله الجيش الجزائري في صدارة أولوياته, كخط دفاع أمامي لصد المتربصين بأمن شعبنا و استقرار بلادنا. كما كان التدخل في مكان الحادث و الإمكانيات البشرية و المادية المسخرة لإجلاء الضحايا و المصابين و التكفل بهم على مستوى المستشفيات و نقلهم إلى ذويهم بولايات الوطن بأسرع ما يمكن ,كانت كلها, جهودا جسدت مبدأ و أولوية أخرى للجيش و القوى الرديفة ,و هما الاعتماد على النفس و الاحترافية , إذ بهما يمكن تجاوز كل الشدائد, و مواجهة كل المصاعب, في أوقات السلم و في أوقات الحرب. و لا شك أن وصول فريق من الخبراء الروس إلى الجزائر, للمشاركة في التحقيق حول أسباب تحطم الطائرة العسكرية (الروسية الصنع) , سيدعم هاذين المبدأين لدى الخبراء الجزائريين بما يحول دون تجدد مثل هذه الحوادث المفجعة- لا قدر الله -. لأن الشدائد التي لا تُقوِّي مناعتك تكون خسائرها مضاعفة , و هو ما ينبغي تفاديه في جميع الأحوال و المجالات , بمساعدة الغير و من دونها , حتى يكون العزاء في مستوى التضحية .