توفي الإذاعي المصري, أحمد سعيد, مؤسس إذاعة صوت العرب التي كانت تبث لجميع أقطار العالم العربي, عن عمر ناهز 93 عاما, والذي عرف بخدمته للعديد من قضايا التحرر في العالم على رأسها القضية الجزائرية, كما أوردته مصادر اعلامية الثلاثاء. و يعتبر الفقيد من أوائل رواد العمل الاذاعي في مصر و العالم العربي, إذ عين مذيعا رئيسيا منذ انطلاق برنامج صوت العرب عبر إذاعة القاهرة, ومديرا لإذاعة صوت العرب عند تأسيسها عام 1953, وذلك إلى غاية 1967. كما عمل في مجلة "آخر ساعة", و"روز اليوسف", و"الكواكب", ثم تولى إدارة برنامج العلاقات الخارجية عام 1950. ومن اسهاماته مشاركته في عمليات الفدائيين ضد القوات البريطانية في بورسعيد والإسماعيلية والسويس والتل الكبير, وسجل العمليات الحربية وأذاعها في الراديو. وأدخل خلال فترة عمله بصوت العرب الكثير من التجديدات على أساليب الكتابة الإذاعية, و الشبكات البرامجية, وأساليب العمل الإذاعي, كما استخدم الفكاهة في التعبير السياسي والسخرية في برنامجه الشهير "هذا عدوك" وكان أول من فكر في تقديم المسلسلات الوطنية بالإذاعة, مثل "في بيتنا رجل" ليكون أول مسلسل وطني تقدمه إذاعة عربية. وكانت للفقيد اسهامات في العديد من قضايا التحرر العربية لا سيما مساندة القضية الجزائرية, وإعطائها صداها العالمي خلال حرب التحرير المجيدة. و كان الاعلامي أحمد سعيد صرح في وقت مضى أن أروع حدثين مرتبطين بمساره المهني عاشهما هما إذاعة بيان انطلاق الثورة الجزائرية بصوته في أول نوفمبر 54 والثاني حضوره شحن أول دفعة أسلحة للثورة الجزائرية في صيف نفس العام. واعتبر أحمد سعيد أن احتفاظه ببيان الثورة في مكتبه لمدة ثلاثة أيام قبل إذاعته بصوته ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 كان أهم حدث عاشه في حياته المهنية, وأشار إلى أن إذاعة "صوت العرب" قطعت إرسالها تلك الليلة وشرعت في بث الأناشيد الوطنية الجزائرية واعادة بث البيان ونقل أخبار العمليات الفدائية في الجزائر على مدى 24 ساعة.