رافقتنا صديقة تدعى «م. س« نحو بيت «طالب» بمنطقة قديل، إلا أنه رفض استقبالنا بحجة أن له موعد مع مجموعة شيوخ قدموا لضيافته من ولاية أخرى ، وحدد لنا موعد الغد ليستقبلنا ثاني مرة ، حيث جعلنا ننتظر بقاعة تبدو أنها عبارة عن مصَلى يتسع لصلاة الجماعة و بقينا لحظات ننتظر دورنا ، بعد أن غادرت عجوز القاعة المجاورة استدعانا مُرحّبا، ثم سألنا عن حاجتنا فأكدنا له أن سوء الحظ يحالفنا على مستوى العمل و الحياة الشخصية ، فقال إنه عليه أن يفتح لنا الكتاب لقراءة الطالع بالقول « لازم نحل الكتاب و نحسبلك..» ، طلب مني أن أخبره باسمي واسم الوالدة، سكت هنيهة ثم قال» .. يا بنيتي أنت قليلة الحظ، محبوبة الرجال مكروهة النساء ، تعانين من سحر قديم مرشوش و مأكول إذا «جريتي على روحك» و عملت على إبطال السحر ستزدهر حياتك بحياتك، رجل يحبك أسمر اللون طويل القامة يريد الزواج منك، لكن لن يتقدم لخطبتك بسبب «التعطيل»، اكتمي السَر لا تخبري أحدا حتى لا يتسنى لعدوك إعداد سحر جديد لك و احضري ما سأطلبه منك المرة القادمة لفكّ السحر و إعداد « كتاب يجلب لك الحظ و يتم تحصينك من خلاله وستزدهر حياتك و تتزوجين و تفتح أمامك أبواب الرزق ..ستصبحين غنية و يتدفق حولك المال كما تتدفق المياه» . قبل أن يكمل كلامه سألني عن طبيعة عملي، فقلنا أني أعمل بمؤسسة خاصة لبيع المواد الغذائية، فطلب مني جلب «كادنة بمفتاح نشتريه من محل دون السؤال عن ثمنها و كيس ملح و خيط «النيرة « و مادة « الحنتيت «، و قارورة ماء زهر وقارورة ماء بحر، و ما قيمته 500دج من مادة الرصاص، وطلب مني وضع هذه المادة تحت وسادة نومي ليلة كاملة، ثم إحضارها له يوم السبت أو الاثنين ،وسيعمل بواسطة إذابتها على النار ثم سكبها بعد أن تصبح سائلا في إناء من حديد «مهراز» مملوء بماء البحر لفك السحر و قراءة الطالع ، أما بقية المواد سيضيف إليها مواد أخرى متوفرة لديه من اجل إعداد الحجاب «الكتاب الأول الذي سيتم تحليله في ماء الزهر باستعمال مواد لم يأت على ذكرها لغسل الوجه واليدين و الأرجل، أما الحجاب الثاني فيجب أن نضعه بواسطة ربطة على الذراع الأيمن ثم نطرق باب المسؤول مع هزَ الذراع بين الحين و الأخر، وهذا سيعمل على جلب محبة المسؤول، مع شرط معرفة اسم والدته، أما «الكادنة « فسيقوم من خلالها بفك الرباط الذي أدى إلى تعطيل الزواج يجب فتحها ورميها في طريق لا يجب العودة منها مهما حدث طيلة حياتنا. وقد حدد لنا ثمن الحجاب الواحد ب 1500دج ، أما فك الرباط بواسطة « الكادنة « ب 10 آلاف دج ، و قد أكد لنا محدثنا أن عمله مضمون مئة بالمئة و أن زبائنه مشهورين، منهم موظفين و إطارات، كما قال إنه ساعد بعض المترشحين في الانتخابات التشريعية في نيل مناصبهم، مضيفا بالقول : « ساهمت في نجاحهم ولا يزالون في تواصل معي وقد أصبحوا من زبائني الأوفياء..» . قبل ن نغادر المكان طلبنا منه أن يعَد لنا سحرا لنهلك به إحدى الجارات، قامت سابقا بأذيتنا الأمر الذي أدى إلى انزعاجه بشدة ،مؤكدا أن عمله موجه فقط لفك السحر و زرع المحبة ولا يمكن أن يقوم بأذية الناس، ونصحنا بالالتفات إلى أنفسنا و العمل من أجل فك السحر الذي نعاني منه.