@ قطع أكثر من 70 شجرة لتشييد أكثر من 30 بيتا في فترة وجيزة تتواصل بمنطقة كوكا ببوعمامة الاعتداءات المتكررة على الوسط الغابي من خلال قطع الأشجار التي وصلت في غضون شهر واحد إلى 75 شجرة قطعت و شيدت مكانها بيوتا فوضوية أمام صمت الجهات الوصية و غياب عمليات الردع التي تتوقف على هدم البنايات التي يتم تشييدها على حساب المساحات الغابية في حين يفلت مرتكبي الجريمة بفعلتهم ليعود غيرهم من جديد لمواصلة التوسع العمراني الفوضوي في الوسط الغابي. و في جولة قمنا بها إلى حي كوكا التابع للمندوبية البلدية بوعمامة و الواقع بين حيي اللوز و الحاسي لاحظنا آلاف البنايات الفوضوية تنامت بشكل سريع و بيوت أخرى طور الانجاز كل هذا وسط مساحة كانت قبل سنوات غابة مليئة بالأشجار و غطاء أخضر تحول إلى نقطة سوداء تؤكد عجز مسؤولي جميع القطاعات المعنية في الحفاظ على رئة المدينة، و أصبح المنظر ملفتا لأنظار المارة عبر مدخل طريق الكورنيش العلوي، هذا المنظر الذي كان حزمة أشجار خضراء قبل وقت قصير وضع في مكانها بيوت من قصدير و أخرى من آجور منتشرة بطرق عشوائية هنا و هناك. مافيا العقار تستثمر في المنطقة و تبيع أراضي بين 20 و 60 مليون سنتيم قضية قطع الأشجار و تهيئة أجزاء من الأراضي لإعادة بيعها من قبل سماسرة العقار أصبحت حديث العام و الخاص بكامل ولاية وهران حيث تكلم السيد ب.م صاحب وكالة عقارية عن استحواذ عصابات على المنطقة و المتاجرة في الأراضي الغابية بعد تجزئتها و بيعها إلى مواطنين يبحثون عن سكن بأي طريقة و لا يهم المكان، و هو الوضع الذي سمح بتوسع آلاف البيوت الفوضوية بمنطقة كوكا. و بالفعل هذا ما شاهدناه عندما تنقلنا مع أحد السكان وسط الأحياء و كلما اعتقدنا أننا وصلنا إلى نهاية الحي ظهرت أمامنا بيوتا أخرى متنامية كالفطريات، و قيل أن كل تلك المساحات كانت تملأها الأشجار، و لا حظنا أن عدد قليل من السكان احتفظ بشجرة أو اثنين للزينة أمام مدخل البيت، كما علمنا أيضا أن اغلب المنازل جديدة و أن المنطقة لا تزال تتوسع و ستصل قريبا إلى أعالي جبال مرجاجو بعدما أصبحت محط أنظار و موقع استثمار هام لسماسرة العقار الذين يختفون بعد بيع قطع الأرض. و كانت مندوبية بوعمامة بالتنسيق مع مصالح الأمن قد سجلت عدة تدخلات لهدم أكثر من 30 بيت و أساس على مستوى حي كوكا شيد بعد قطع الأشجار، و حاولنا التواصل مع مندوب بوعمامة للحصول على أكثر تفاصيل حول الموضوع إلا أننا لم نتمكن من ذلك. و من جهتها أكدت محافظة الغابات خلال استفسارنا عن إجراءات حماية غابة كوكا أن تدخلها يقتصر فقط على القطاع الغابي التابع لها في حين تعود منطقة كوكا للوسط الحضري الذي هو من صلاحيات شرطة البيئة و المندوبية البلدية. هذا و أكد السيد بحري بن يحي رئيس المنظمة الوطنية لحماية البيئة أن الاعتداء على الأشجار يعتبر جريمة بيئية يشترك فيها الجميع بما في ذلك المسؤولين و المنتخبين المحليين مضيفا أن غياب الردع و الإجراءات الصارمة سمح بتفاقم الوضع و قطع عدد كبير من الأشجار إما لبيع حطبها بعد حرقها أو لبناء بيوت فوضوية، و ذكر أن المنظمة تندد بهذه الجرائم المرتكبة ضد الغابات، و تأسف المتحدث لعدم رد أي جهة من الجهات المسؤولة عن مراسلات و تقارير المنظمة فيما يخص الوضع بكوكا مشيرا أن الاعتداءات لا تزال متواصلة بتواطؤ من جميع الجهات