يلجأ العديد من الفلاحين بمختلف مناطق ولاية مستغانم إلى الاعتماد على المغياثية من أجل سقي محاصيلهم الزراعية لعدة أسباب منها افتقار بعضهم لآلات السقي و تهاون البعض الأخر في استخدام هذه المعدات و البقية يرغبون في الاعتماد على المياه الجوفية كحل بديل و هو ما يؤثر بشكل كبير على المنتوج الفلاحي و المياه المخزنة بصفة عامة . ففي رصد لبعض المساحات الزراعية ببعض البلديات بمستغانم لوحظ غياب تام لآلات السقي بها مع اكتفاء المزارعين بسقي الأراضي بمياه الآبار و في حديث مع بعضهم أكدوا أن العديد من الهكتارات قد أتلفت بفعل تأخر سقوط الأمطار لاسيما في ما يخص محاصيل الحبوب و أضافوا أنهم لا يملكون آلات السقي بالنظر إلى صعوبة اقتنائها لاسيما بالنسبة للمزارعين الذين يملكون مساحات صغيرة من الأراضي الفلاحية و أن غالبيتهم يعتمدون على مياه الأمطار و قليل منهم من يستنجد بالآبار أو مياه السدود التي لا تتوفر في الغالب بشكل دائم و التي تعتمد على كميات المياه المتواجدة بها . الهروب من الاستثمار في حفر الآبار و اقتناء العتاد في حين أن فئة قليلة من المزارعين تلجأ إلى السقي بمياه الصرف و قد تم تسجيل عدة حالات في وقت سابق بأراضي فلاحية بعين النويصي و حسب بعض الفلاحين أن هؤلاء غالبيتهم من مستأجري الأراضي الزراعية ، فهم يخدمون الأرض لفترة معينة ولا يريدون الاستثمار لحفر آبار واقتناء معدات حديثة للسقي الفلاحي، لذلك يبحثون عن حلول سهلة لسقي حقولهم. في حين أكد آخرين أنهم استفادوا من قروض لاقتناء معدات السقي ، حيث يتم تسديد مستحقات الديوان بدفع الفلاح لثمن الآلات من المحصول الذي يجنيه من الأرض للديوان المهني للحبوب غير أنهم لا يستعملونها على الدوام إلا في حال حدوث جفاف . يحدث هذا رغم أن مصادر من الديوان ، أكدت أن الدعم بالآلات الفلاحية خاصة آلات السقي موجه لجميع الفلاحين دون استثناء ، شريطة أن يتوفر الفلاح على الأرض لاستفادة من هذا الامتياز ، بالإضافة إلى تعامل الفلاح مع الديوان. و حسب مختص في الفلاحة ، فان استعمال تقنية السقي بالتقطير بمستغانم يبقى ضعيفا رغم كونه يشكل الحل الأمثل للقضاء على مشكل نقص مياه السقي الذي يعتمد فيه بشكل كبير على المياه الجوفية .وأوضح أن نسبة ضئيلة من مساحات الأراضي المسقية بالولاية يتم سقيها بالاعتماد على تقنية السقي بالتقطير، مشيرا إلى تسجيل شبه عزوف من قبل الفلاحين على استخدام هذه الطريقة العصرية التي تساهم بشكل كبير في اقتصاد المياه. وأرجع أسباب عدم اعتماد المزارعين بالولاية على هذه التقنية إلى قلة الوعي لديهم وعدم اقتناعهم بالانعكاسات الإيجابية لهذه التقنية على المردود الفلاحي من جهة وكذا مساهمتها في القضاء على مشكل نقص مياه السقي من جهة أخرى. مضيفا أن أبرز فوائد هذه التقنية العصرية تتمثل في ترشيد استخدام مياه الري من خلال التحكم في معدلات المياه إلى جانب التقليل من نمو الحشائش والإصابة بالأمراض الفطرية على اعتبار أن المياه لا تبلل كامل سطح الأرض. الإفراط في استغلال الأنقاب المائية وحملات التحسيس لم تأت أكلها و أضاف المصدر ذاته أن الحملات التحسيسية التي تقوم بها المصالح المعنية والرامية إلى توسيع دائرة السقي بالتنقيط لم تحقق النتائج المرجوة منها، مشيرا إلى أن المستثمرات الكبيرة فقط هي من تعتمد بنسبة كبيرة على هذه التقنية السقي . و أكد أن إفراط الفلاحين في استغلال الأنقاب المائية لسقي مساحاتهم الزراعية وعدم تقبلهم فكرة الاتجاه نحو الاعتماد على هذه التقنية الحديثة سيؤثر بشكل كبير على ديمومة المياه الجوفية التي تعتمد عليها الولاية لدعم التموين بمياه الشرب ببعض الدواوير.