دعت المنظمة الوطنية للمجاهدين أمس إلى عقد ندوة وطنية لوضع خريطة طريق تمكن من الاستجابة للمطالب الشعبية في أقصر الآجال و تسمح لمؤسسات البلاد مواصلة مسارها بصورة عادية ضمن رؤية وطنية متكاملة. و في بيان لها, توقفت المنظمة عند مختلف التفاعلات التي تشهدها الساحة الوطنية, و تداعياتها التي ترى بأنها «تلزمنا بالشروع في تهيئة الظروف لاحتضان حوار وطني جاد و مسؤول», مقترحة في هذا الصدد, تنظيم ندوة وطنية تضم كل الأطراف الفاعلة من ممثلين للحراك الشعبي و أحزاب سياسية و منظمات وطنية و نقابات و غيرها. و تعد هذه الندوة, من منظور المنظمة, «الإطار المناسب لمناقشة و إقرار ما ينبغي اتخاذه من خطوات ضمن رؤية وطنية شاملة تأخذ طابع ورقة طريق» من شأنها أن تمكن «في أقصر الآجال من الاستجابة لمطالب الشعب و تسمح لمؤسسات الدولة مواصلة مسارها بصورة عادية». ففي تصور المنظمة الوطنية للمجاهدين الخاص بتجاوز الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد, توجد عدة عناصر تكتسي أهمية كبيرة في نطاق هذه الندوة كمحاور أساسية تطرح للمناقشة, و على رأسها المرحلة الانتقالية التي «لم ترق إلى الاستجابة بسبب رفضها من قبل المجموعة الوطنية بتشكيلاتها المختلفة», يضاف إليها موضوع الانتخابات التي تتطلب توفر العديد من الشروط القانونية و التنظيمية و التقنية و الإدارية و هو «ما لم يعد بالإمكان توفره». و إزاء ذلك, تقترح المنظمة «تزكية أو انتخاب شخصية وطنية أو هيئة تضم عدة شخصيات تتولى الإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية لفترة أقصاها سنة». و تقوم هذه الشخصية أو الهيئة بالإشراف على تسيير المرحلة الانتقالية من خلال تشكيل لجنة مستقلة تتولى الإشراف على كل مراحل الانتخابات, فضلا عن مباشرة مراجعة القانون المتعلق بنظام الانتخابات. و في ذات الإطار, تقترح المنظمة أن يتولى مسيرو المرحلة الانتقالية تشكيل حكومة تكنوقراطية «لا يحق لها أن تكون لها صلة مباشرة بالعملية الانتخابية», بل يقتصر دورها على توفير مختلف الإمكانيات والوسائل التي يتطلبها إجراء هذه الاستحقاقات. و في سياق ذي صلة, ثمنت المنظمة الوطنية للمجاهدين, الدور الذي يضطلع به الجيش الوطني الشعبي في هذه الظروف التي تمر بها الجزائر, الذي و «إلى جانب التزامه بتحمل مسؤوليته في المحافظة على استمرارية الدولة (...) برهن على حرصه على تأمين و مرافقة الحراك الشعبي». كما أشارت إلى أن ورقة الاقتراحات المقدمة من طرفها, تندرج في سياق الاستجابة للدعوة التي كانت قد وجهتها قيادة الجيش الوطني الشعبي لبعث حوار وطني يفضي إلى بلورة تصور يسمح بمعالجة الوضع القائم.