أبهر عازف القيثار المبدع لطفى راينا راي في أول سهرة من فعاليات الطبعة أل 12 للمهرجان الثقافي لموسيقى و رقص الديوان و الذي سيتواصل إلى غاية اليوم 3 سبتمبر الجاري، الجمهور بعزفه و أغانيه التي أداها ببراعة. وتمكن لطفي راينا راي الذي قدم عرضه بمرونة و تحكم شديد في قيتارته رفقة العازفين الخمسة لفرقته المشهورة راينا راي, من إبهار الجمهور الحاضر بالمركب الرياضي «18 فبراير» من خلال أعماله الغنائية على غرار «طول الطايلة» و «ديري لاتاي» إلى جانب عديد ألبومات هذه الفرقة الأسطورية التي تنحدر من ولاية سيدي بلعباس . و تابع الساهرون بفرحة أداء هذا العازف المبدع على آلة القيثار الذي اختتم بعرض متنوع بمشاركة موسيقي الديوان لولايات وهران و غرداية و هي جولة غنائية من تنشيط نوع موسيقي جديد استحدثه لطفي راينا راي « غوم غيتار» الذي نالت إعجاب الجمهور الحاضر المكون أساسا من الشباب. فرقة دندون نساء تبهر الحضور بعزفهم على آلة القومبري كما جذبت فرقة «دندون نساء لالة خيرة» من ولاية غرداية اهتمام الجمهور خلال السهرة الأولى من المهرجان حيث أبدت الشابة معلمة لالة خيرة و اسمها الحقيقي بوشارب خيرة , موهبة حقيقية على آلة القومبري , وهي آلة وترية خاصة بموسيقى الديوان. وقد استطاعت لالة خيرة و فرقتها الموسيقية من خلال مرورها على المسرح من استقطاب اهتمام الحاضرين الذين أشادوا مرارا بأداء هذه الفرقة .وقالت المعلمة خيرة في تصريح أنها قد نشأت وكبرت وسط جو ثقافة الدندون، وهي واحدة من المتغيرات الفنية الجهوية لموسيقى الديوان بغرداية. وتعلمت العزف على آلة القومبري بفضل والدتي الفقيدة الحاج أيوب مريامة التي كانت أيضا من عاشقات موسيقى الديوان منذ صغرها ». وأشارت الفنانة أنها تعلمت العزف على آلة القومبري الإيقاعية ذات الأوتار التي يعتمد عليها في الطقوس الموسيقية للديوان والتي كانت في الماضي يقتصر العزف عليها على الرجال فقط ضمن فرق الديوان، «لأنني كنت دائما أعشق فن الديوان وممارسة الدندون النسوي، كما هو الشأن لدينا نحن في غرداية حيث قمنا بتأسيس الفرقة النسوية في 2007 « والتي تحمل تسمية «دندون لالة خيرة». وبالمناسبة أعربت لالة خيرة عن فرحتها العميقة للاستقبال الذي خصه لها سكان بشار وهو، كما قالت، «جمهور يتمتع برصيد كبير من المعرفة بالموسيقى ورقص الديوان، مما يشكل ذلك سواء بالنسبة لي أو لفرقتي محفزا لمواصلة طريقي في ترقية ومشاركة المرأة في تطوير هذا الفن الأصيل الذي كان إلى وقت قريب محتكرا من قبل الرجال». وبرأيها « أن المهرجان الوطني الثقافي لموسيقى ورقص الديوان ببشار يعد دون شك الفضاء الوحيد الذي سمح بالتعريف بالنساء الفنانات في موسيقى الديوان سيما المعلمات مثلي، والتي لازالت مساحتها محدودة في مجال ممارسة طقوس فن الديوان، كما هو الشأن حاليا لعديد عازفات هذه الآلة بغرداية واللائي لا يتمكن ولأسباب متعددة من المشاركة في تظاهرات ذات بعد وطني». «نتوخى من خلال هذه المشاركة الأولى في هذا المهرجان إبراز حضور المرأة العاشقة لموسيقى الديوان سواء على الساحة الفنية الوطنية أو من خلال طقوس الممارسات للديوان، واللائي يتواجدن في مختلف مراحل التحضير وسير طقوس الديوان، سيما في متغيره الدندون في غرداية»، كما ذكرت المعلمة لالة خيرة التي تترأس الجمعية النسوية للدندون بولاية غرداية ذات الطابع السياحي بامتياز. وللإشارة، يترأس لجنة التحكيم لطبعة هذه السنة من المهرجان المعلم يوز يوسف،أحد أعمدة الموسيقى و رقص الديوان بالوطن .