- «المؤسسة العسكرية ستواصل مرافقتها للشعب وللرئيس الجديد» على إثر نجاح الانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر 2019، التي جرت في ظروف أمنية جيدة، بفضل جهود أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف مصالح الأمن، الذين برهنوا مرة أخرى على قدرتهم على المساهمة بفعالية في إنجاح مثل هذه المواعيد الإنتخابية الهامة وحسّهم العالي بالواجب المقدّس وبروح المسؤولية، يتقدم نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، رئيس لجنة هيئة الأركان العملياتية، بتهانيه الخالصة إلى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية الذين ساهموا، كل في مجال عمله وحدود صلاحياته، وبكل عزيمة وإخلاص وتفاني في تأمين هذه الانتخابات وجعل منها عرسا ديمقراطيا آخر في تاريخ جزائرنا الغالية. إن جهود الجيش الوطني الشعبي التي بذلها ويبذلها وفقا لخطة استراتيجية مدروسة وضعت نصب أعينها الحفاظ على مؤسسات الدولة وحماية المرافق العامة وأملاك المواطنين، فضلا عن المرافقة المتبصرة لجهاز العدالة وحماية المسيرات السلمية، طيلة عشرة أشهر كاملة، والحرص على أنّ لا تراق قطرة دم واحدة، قد أكدت للمواطنين الذين يتابعون باهتمام وتفاعل شديد تطور الأحداث ومساراتها، صدق نية القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي. ووفائها لتعهداتها أمام الله والوطن والشعب، بالحفاظ على سلامة الوطن وسيادته والتمسك بالحلول الدستورية للوصول بالبلاد إلى برّ الأمان، مما ساهم في بلورة وتشكل رأي عام وطني مقتنع بجدوى مقاربة القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، التي عبرت عنها في العديد من المناسبات، حيث تعزّزت اللحمة بين الشعب وجيشه، واستجاب المواطنون لا سيما فئة الشباب الواعي والمتحمّس التواق لغد أفضل يجد فيه مكانته المستحقة، وتجاوبوا مع المواقف الثابتة لجيشهم النابعة والمستلهمة من تاريخنا العريق الحافل بالبطولات والأمجاد والتضحيات الجسام على مر العصور. وقد ساهم هذا التلاحم والتجاوب بين الشعب وجيشه في المضي قدما على مسار اجتثاث العصابة التي عاثت في الأرض فسادا ونهبت خيرات البلاد ومقدرات الأمة، وقد وصلنا إلى هذه النتائج الباهرة التي توّجت بنجاح مسعى الانتخابات الرئاسية، التي نحمد الله ونشكر فضله على توفيقه لنا وتمكيننا من تحقيقها في ظروف جيدة، وهو نصر من الله يؤتيه عباده المخلصين المؤمنين الصادقين، مما يشجعنا على مواصلة الجهود على هذا النهج القويم الذي أعاد للمواطنين ثقتهم في دولتهم وللوطن هيبته بين الأمم. لبنة جديدة بالفعل لقد عبر الشعب الجزائري عن خياره السيد، بوعي ونضج وحرية تامة، وأثبت حسّه العالي ووطنيته الراسخة، خلال هذا الإستحقاق الوطني الذي شكل محطة حاسمة وخطوة هامة ولبنة أساسية في مسار المضي قدما نحو تكريس دولة الحق والقانون، والمرور ببلادنا إلى مرحلة جديدة مشرقة وواعدة، ينعم فيها الشعب الجزائري بخيرات بلاده وثرواتها ويحقق طموحاته المشروعة في العيش الكريم. وبهذه المناسبة الطيّبة، أود أن أتوجّه إلى كافة المواطنين المخلصين من أبناء الشعب الجزائري، المتمسكين بمبادىء وقيم نوفمبر الخالدة، بأزكى آيات التقدير والعرفان والامتنان على مشاركتهم القوية في هذا الاستحقاق الوطني الهام والاختيار الموفق، بكل شفافية ونزاهة ووعي، للسيد عبد المجيد تبون، رئيسا للجمهورية، الرجل المناسب والمحنك القادر على قيادة بلادنا الجزائر نحو مستقبل أفضل، فخامة الرئيس الذي نتمنى له كل النجاح والتوفيق في مهامه الوطنية النبيلة، مؤكدا بهذه السانحة أن الجيش الوطني الشعبي سيبقى مجنّدا وداعما للرئيس الذي اختاره الشعب ولن يتخلى أبدا عن التزاماته الدستورية وسيظل بالمرصاد لأعداء الوطن، صونا لوديعة الشهداء الأبرار. لقد عمل رجالنا البواسل المقحمين في الميدان، فضلا عن مواصلة تأدية مهامهم الثقيلة والنبيلة الاعتيادية، المخولة لهم دستوريا، على مرافقة الشعب الجزائري الأبي الذي أبدى درجة عالية من الوعي والنضج ورفضه القاطع لمحاولات العبث والتلاعب بمستقبل البلاد، وسهروا على ضوء التعليمات الصارمة والمتبصّرة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، على الالتزام بالدستور وقوانين الجمهورية لتجنيب بلادنا من الوقوع في مستنقع العنف والفوضى، وتفادي انزلاقات سياسية وأمنية غير محسوبة العواقب. فلتكن هذه التهاني بمثابة شهادة اعتراف باستحقاقكم لذلك وتحفيزا لكم على بذل المزيد من العمل الدؤوب بغية الحفاظ على استقرار الجزائر والرفع من شأنها بين الأمم، وبقدر ما يعد نجاح سير هذه الاستحقاقات تشريفا لنا جميعا خدمة لوطننا الغالي، فإنه سيزيد دون شك من وعينا بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لنكون دوما في مستوى تطلعات بلدنا المفدى وشعبنا الأبي.