- طاقم من العنصر النسوي وغياب للأمن كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما وصلنا أمام مقر المؤسّسة الإستشفائية المتخصّصة في الأمراض العقلية بسيدي الشحمي، وذلك بعد حصولنا على ترخيص رسمي يسمح لنا بدخول المستشفى ،و القيام بجولة استطلاعية تسمح لنا وللقارئ بالتّعرف على طبيعة العمل داخل هذا الفضاء الصّحي الذي يستقبل حالات من جلّ الولايات حسبما أكّده مدير المؤسسة الإستشفائية السّيد قدور بن دحمة حفيظ، الذي كان في انتظارنا رفقة الطاقم الطبي من أجل تقديم شُروحات وتفاصيل حول طبيعة سير العمل وكيفية تعامل الأطباء مع المرضى وأهم الطرق العلاجية المنتجة من قبل المختصين .. فور دخولنا المستشفى أخذنا المسؤول "بغداد " في جولة نحو الأجنحة، وكل جناح مخصص لعلاج ورعاية عدد من المرضى، يشرف عليه طاقم طبي متخصص، حيث كانت البداية بمصلحة " مكافحة الإدمان " التي تبعد عن الإدارة ببضعة أمتار،..وفور دخولنا حتى وجدنا أنفسنا أمام الغرف التي كانت تحوي أسرّة وأفرشة ، فسألنا عن المرضى ليخبرنا " بغداد" أنهم في الساحة أو " الفناء" ، فاتجهنا نحوهم ..منهم من كان يمشي ومنهم من كان جالسا بمفرده وكأنهم أفراد عائلة وسط منزل كبير..، ورغم اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية، وأيضا حكاياتهم ومشاكلهم الاجتماعية ، إلا أن السبب وراء وجودهم في نفس المكان هو موحد ..باعتبارهم كلهم مدمني خمر أو مخدرات. وقبل الاقتراب منهم في محاولة منا لرصد أسباب تواجدهم في المستشفى ، استفسرنا عن طبيعة العمل في هذه المصلحة ، فأكد لنا جلّ العاملين أن أخطر جناح بالمؤسسة، هو جناح " علاج المدمنين" ، وبالرغم من وجود أشخاص مسالمين إلى حدّ ما، إلا أن هناك أشخاص آخرين يصعب التعامل معهم، وشكلوا مرارا وتكرارا خطرا على البقية وعلى المعالجين، رغم أن جلهم التحقوا بالمؤسسة بمحض إرادتهم، إلا أن البدء في العلاج يجعل المدمن بعد سويعات مضطربا بسبب حاجته إلى المخدر، وبالرغم من أن هناك أشخاصا محترمين، إلا أنه لا ينكر أحد أن هذه الفئة تضم عددا كبيرا من المنحرفين، مما يضاعف شدة الخطر على المتواجدين بالمكان حسبما أكده محدثونا من الطاقم الطبي، في إشارة إلى أن الجناح شهد عدة اعتداءات، سواء قام بها المدمن المعالج الذي نزل بالمصلحة خلال فترة العلاج التي لا تتعدى 45 يوما، فمنهم من لا يحترم القانون الداخلي للمؤسسة، أو المدمن الذي يلتحق بمصلحة الاستقبال اليومي من أجل جلب الأدوية، أو بغية الانضمام عنوة إلى البقية التي تنزل بالمؤسسة، ما يجعل العاملين بالمؤسسة مُعرّضين لموجات غضب عنيفة من قبل المرضى اليوميين، وبخصوص هذه النقطة أشارت مسؤولة بالمصلحة أن جل العاملين من العنصر النسوي، زيادة على الافتقار إلى عناصر الأمن.