بعد قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إغلاق المجال الجوي و البحري و البري جراء انتشار وباء كورونا عبر العالم ، فإن رحلات استثنائية باشرتها الخطوط الجوية الجزائرية من أجل إجلاء المواطنين الجزائريين العالقين في عديد دول العالم ، منها في أوروبا و آسيا ، فمنهم من كانوا في سفريات و منهم رعايا مقيمون في الخارج فضلوا الرجوع إلى الوطن . و في آخر إحصاء أجلت الجوية الجزائرية حوالي 740 مواطنا من تركيا عبر فوجين ، ضمّ الفوج الأول 269 شخصا ، مسخرة للعملية 3 طائرات ، علما أنّ ذات الخطوط تسير وفق برنامج عمل وضعته مديريتها العامة لإجلاء جميع المواطنين العالقين في مطارات العالم . و لم يفلت أيّ مواطن قادم من الخارج من الإجراء المباشر الذي اتخذته السلطة المركزية و المتمثل في اخضاع الجميع للعزل الصحي في عديد الفنادق و المركبات السياحية،في عديد المدن منها الجزائر و وهران و تلمسان و عنابة و الوادي .. من أجل اخضاعهم لفحوصات متعلقة بأعراض كورونا لمدة 14 يوما ثم تسخير حافلات لنقلهم إلى ولاياتهم . و كانت الجزائر قد نظّمت نهاية مارس سبع رحلات لإجلاء الرعايا العالقين في عديد الدول ضمن رحلات خاصة ، فتوجهت طائرات الجوية الجزائرية نحو كل من تركيا و تونس و الصين ، و لعلّ أكبر عدد للمواطنين الجزائريين الذين كانوا عالقين في الخارج ، تصدره مطار اسطنبول التركي ، و أخذت الجوية الجزائرية على عاتقها في نفس الشهر إجلاء حوالي أربعين مواطنا أتوا من ووهان الصينية ، يرافقهم أيضا رعايا تونسيّون ، بالإضافة إلى رحلة انطلقت أمس متوجهة إلى الإمارات العربية المتحدة من أجل ترحيل رعايا جزائريين كانوا عالقين هناك ، قادمين من كوريا ، و الذين تحملت الجوية الجزائرية نقلهم أمس و تمتد العملية إلى اليوم الأحد . للتذكير أيضا فقد تحملت الخطوط الجوية الجزائرية مسؤولية نقل مواطنين من المغرب منتصف مارس الماضي ، بعد قرار الحكومتين الجزائرية و المغربية وقف الرحلات بينهما كإجراءات وقائية تفاديا لعدوى كورونا المتفشي ، و أجلت الجزائر مواطنين عن طريق رحلات بحرية تكفلت بها الملاحة الوطنية للعلم كانت الخطوط الجوية الجزائرية قد أعلنت بداية فبراير تعليق كل رحلاتها نحو الصين ، موطن ظهور فيروس كورونا و انتشار عدواه عبر العالم و ترحيل ثمانية آلاف جزائري من مختلف الدول ، و تخصص الخطوط الجوية الجزائرية لكل رحلة إجلاء طاقما طبيا يأخذ على عاتقه فحص المسافرين في عين المكان، و أيضا وضع إجراءات مماثلة في المطارات الوطنية عن طريق تزويدها بقاعات مزودة بجميع أجهزة الفحص و التشخيص . و تأتي عمليات إجلاء الرعايا الجزائريين العالقين في الخارج دليلا واضحا على تحمّل الدولة لمسؤوليتها كاملة في التكفل بكل الجزائريين ، في الظروف الصعبة التي يجتازها العالم جراء هذا الوباء القاتل . ف ش