أكد الوزير الأول عبد العزيز جراد أمس من سطيف على أن محاربة فيروس كورونا «أصبحت اليوم مسؤولية شخصية و جماعية», داعيا إلى ضرورة الانتقال من التضامن الاقتصادي و الاجتماعي إلى التضامن الإنساني من خلال العمل على «جعل المواطن يدرك بأنه في خطر.» وأكد الوزير الأول, خلال لقاء جمعه بإطارات القطاع الصحي على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي محمد عبد النور سعادنة, بأن «الحل للخروج من هذه الأزمة يكون بتضافر جهود الجميع, لاسيما مساهمة المواطن من خلال الالتزام بالتدابير الوقائية و الحجر الصحي و التي أصبحت أساسية في التقليص من العدوى.» وأوضح الوزير الأول بأن «الشعب الجزائري بين منذ بداية الأزمة بأنه قادر بتضافر الجهود مع الدولة على التقليص من خطر انتشار هذه الجائحة, و هو مدعو لأن يكون أكثر وعيا خلال المرحلة الراهنة و ألا يتراجع عن السلوكيات التي انتهجها سابقا للحفاظ على حياته و على حياة الآخرين.» وقال بأن «الدولة الجزائرية اتخذت إجراءات بشأن تقليص تدابير الحجر الصحي لمساعدة التجار و المواطنين على حد سواء و تخفيف آثاره عليهما من الناحيتين المادية و النفسية و لكن بشروط يجب التقيد و الالتزام بها من أجل منع تفشي الجائحة.» وحسب السيد جراد فإنه «من أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة الإصابات بالفيروس خلال الفترة الأخيرة هو عدم الالتزام باحترام هذه الشروط, حيث سارع المواطن إلى الأسواق و المحلات.» وأضاف بأن «عدم احترام المواطن للتسهيلات الممنوحة في هذا الإطار سيؤدي إلى تطبيق المخطط «ب» و هو التراجع عن بعض القرارات المتخذة من طرف الحكومة و الرامية إلى تسهيل معيشة المواطن خلال هذه الفترة.» ودعا السلطات العمومية و المنتخبين المحليين إلى ضرورة توعية السكان و تحسيسهم بخطورة الوضع و بضرورة التقيد بالتدابير الوقائية و احترام الشروط المفروضة في إطار قرار توسيع دائرة النشاطات. كما أشاد الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أمس بقسنطينة باسم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون بالمجهودات المبذولة من طرف الأطقم الطبية للتكفل بمرضى فيروس كورونا المستجد. و خلال استماعه لعرض حول الوضعية الوبائية بولاية قسنطينة، بالمركز الاستشفائي الجامعي بن باديس، سلط الوزير الأول الضوء على الكفاءات «المهنية و العلمية» التي يتمتع الممارسون الذين دعاهم إلى المشاركة في مشروع إصلاح قطاع الصحة الذي قرره رئيس الجمهورية. و قال في هذا السياق: «بفضل وسائلها المالية و مواردها البشرية، استطاعت الجزائر أن تحصر انتشار وباء كوفيد-19». كما دعا الوزير الأول عبد العزيز جراد من قسنطينة المواطنين إلى التحلي بمزيد من اليقظة لوقف تفشي جائحة كورونا فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وأوضح الوزير الأول لدى مروره عبر أمواج إذاعة الجزائر من قسنطينة بأنه»تم القيام بعمل كبير من طرف الأطقم الطبية من أجل التكفل بالمصابين بكوفيد-19 و تم تسخير إمكانيات هامة من طرف الدولة من أجل دعم جهود الممارسين وقال « أنا أدعو المواطن إلى تحمل مسؤولياته و أداء دوره في مكافحة فيروس كورونا.» وبعد أن أفاد الوزير الأول أن الجزائر تمكنت في إطار التعاون الدولي من اكتساب «حصص هامة من التجهيزات و المنتجات الطبية» أكد أن مكافحة هذه الجائحة تقوم على محورين هما العلاج و الوقاية. وشدد في ذات السياق على أن «الانخراط الفعال و الفعلي لمواطن يسمح بالحفاظ على حياته وحياة المحيطين به» و يعزز الجهود من أجل الخروج من هذه الأزمة الصحية مسلطا الضوء أيضا على دور وسائل الإعلام في التحسيس بمخاطر فيروس كورونا. وأشار إلى أن الدولة تعمل من خلال تقييم حصيلة الوضع الوبائي من طرف خبراء الصحة على «اتخاذ القرارات التي تفرض نفسها و تعزيز عمل مختلف الهيئات المشاركة في مكافحة تفشي فيروس كورونا.» ملتزمون بدعم البحث العلمي جدد الوزير الأول عبد العزيز جراد من قسنطينة التأكيد على التزام الدولة بوضع الإمكانيات اللازمة تحت تصرف البحث العلمي من أجل الحفاظ على ديناميكيته. وأوضح الوزير الأول خلال معاينته لملحقة معهد باستور الموجودة بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بأن «الدولة تدعم البحث العلمي و تثمن انخراطه بقوة في مكافحة تفشي فيروس كورونا». وبنفس المناسبة, سلط الضوء على الدور الذي تقوم به هذه الملحقة ذات الطابع الجهوي في ظل هذا الظرف الصحي الاستثنائي, منوها بجهود الباحثين بمركز البحث في البيوتكنولوجيا التي تمت ترجمتها من خلال عمليات المرافقة في مكافحة كوفيد-19. تخصيص 130 سكنا للباحثين بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة صرح الوزير الأول عبد العزيز جراد بأنه سيتم تخصيص حصة ب 130 مسكنا للباحثين بمركز البيوتكنولوجيا الكائن بالمقاطعة الإدارية علي منجلي. وأوضح الوزير الأول لدى تقديم عرض حول مهام و أعمال البحث بمركز البحث في البيوتكنولوجيا أن هذه السكنات ستوزع بطريقة «عادلة» و «ستسمح للمستفيدين بتكريس أنفسهم حصريا لأعمالهم البحثية». ولفت بالمناسبة أن «الأحداث أثبتت أن البلاد تتوفر على مؤهلات بشرية و مواهب قادرة على مواجهة تحدي فيروس كورونا» و أن «عبر عدة مراكز بحث, قدم الباحثون بصفة تلقائية العون و المساعدة لوقف تفشي كوفيد-19 و توصلوا إلى نتائج جد إيجابية دون انتظار الإجراءات الرسمية». وأضاف انه «يتعين مرافقة هؤلاء الباحثين و الكفاءات لتمكين نخبتنا من احتلال المكانة التي تستحقها».