بعث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون برقية تضامن و تعزية و مواساة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة, العماد ميشال عون, على إثر الانفجار الذي هزّ مساء أول أمس مرفأ بيروت, حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية . و جاء في البيان : "تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت ....وما خلفه من ضحايا وجرحى وخسائر مادية. وأمام هذا المصاب الجلل, أتقدم إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي ومن خلالكم إلى شعبكم الشقيق وإلى أسر الضحايا بأحر التعازي وأصدق التعاطف والتضامن, داعيا الله عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويلهمكم وذويهم الصبر والسلوان و يشمل المصابين بعافيته وشفائه, و يجنب الشعب اللبناني الشقيق كل مكروه". و أضاف رئيس الجمهورية : "و إذ أجدد لفخامتكم تضامن الجزائر أمام هذه الفاجعة الكبرى ووقوفها إلى جانبكم, أرجو أخي العزيز أن تتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام". و أجرى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ظهر أمس اتصالا هاتفيا مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون للاطمئنان على الوضع في البلاد بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت , حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وأضاف البيان أن "رئيس الجمهورية جدد بهذه المناسبة لأخيه الرئيس ميشال عون تعازي الجزائر له ولشعبه الشقيق ولعائلات ضحايا الانفجار، وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، وأكد له من جديد تضامن الجزائر الكامل مع لبنان في هذه المحنة الأليمة، والوقوف إلى جانبه رهن الإشارة لتلبية كل طلباته للتخفيف من وطأة الفاجعة". و كان هذا الانفجار الذي وقع في العنبر رقم 12 بمرفأ بيروت سببه "مواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات" حسبما صرح به اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني و خلف هذا الحادث ما يفوق 135 قتيلا و أكثر من 4 آلاف جريح و الكثير منهم لا يزالون من دون علاج لعدم استيعاب المستشفيات القريبة أو البعيدة من العاصمة، التي امتلأت بالمصابين" هذا بالإضافة إلى تضرر 4 مستشفيات بالكامل في بيروت من جراء الانفجار ونقل المرضى الذين كانوا يرقدون بها إلى مؤسسات صحية أخرى. وأكد وزير الصحة اللبناني حسن حمد أن الحصيلة مرشحة للارتفاع حيث أن عدد المفقودين من جراء الانفجار الضخم يفوق عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم حتى الآن ولا تزال فرق الإنقاذ والدفاع المدني تبحث عن مفقودين في مكان الانفجار الذي امتدت آثاره إلى أكثر من 20 كيلومترا في بيروت, وأدى إلى أضرار جسيمة في مئات المباني من بينها مبنى القصر الرئاسي اللبناني حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب والشبابيك في أجنحة القصر لكن لم يصب أحد بأذى داخل القصر الرئاسي. خسائر كبيرة كما تسبب الانفجار في غرق باخرة سياحية وأحدث أضرارا بشرية ومادية بالغة,حسب ما أفادت به أمس إذاعة "صوت لبنان " حيث لقي شخصان حتفهما فيما أصيب سبعة من طاقمها من ضمن الضحايا والجرحى كما أصيب عدد من أفراد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (وينيفيل) بجروح بعضهم خطيرة جراء تضرر سفينة تابعة لليونيفيل كانت ترسو في مرفأ بيروت . و من جهته أكد أمس محافظ العاصمة اللبنانيةبيروت, مروان عبود أن هذا الانفجار شرّد نحو 300 ألف من سكانها, مقدرا حجم الخسائر المادية بمبلغ يتراوح بين 3 إلى 5 مليار دولار. و كلف أمس النائب العام اللبناني, القاضي غسان عويدات, جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) بإجراء التحريات والتحقيقات اللازمة بصورة فورية, للوقوف على المعلومات والملابسات المتعلقة بالانفجار المدمر . وتضمن قرار النائب العام أن "تقوم الأجهزة والفروع التابعة لقوى الأمن الداخلي, بإخطاره أولا بأول بكافة التقارير والمعلومات حول الانفجار, والمراسلات المتعلقة بتخزين مواد متفجرة في أحد مستودعات الميناء حيث بؤرة الانفجار, وتحديد أسماء المسؤولين. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون أن سلطات البلاد"مصممة" على كشف ملابسات الإنفجار الذي هز العاصمة بيروت في أسرع وقت متوعدا ب«إنزال أشد العقوبات " بحق المسؤولين عنه. وأمام الكارثة التي شهدتها بيروت الثلاثاء بدأت المساعدات الدولية تتدفق على لبنان للتخفيف من آثار الإنفجار. هذا وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية, أمس, عن إصابة مواطنين جزائريين اثنين (02) بجروح طفيفة، وأكدت أنه "لم يتم التبليغ إلى حد الآن عن وجود أي مواطن جزائري آخر في أي من مستشفيات بيروت". وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف في تصريح له, "بعد تصريحي الأولي ساعات عقب الانفجار الذي هز عشية 4 أغسطس مرفأ بيروت, تأكد لدينا إصابة مواطنين جزائريين اثنين (02) بجروح طفيفة ولم يتم التبليغ إلى حد الآن عن وجود أي مواطن جزائري آخر في أي من مستشفيات بيروت". وأوضح ذات المسؤول أن "منازل ومحلات تجارية تعود ملكيتها لثلاثة (03) مواطنين جزائريين أصيبت بأضرار جسيمة, فيما تعرضت أملاك ثلاثة (03) مواطنين جزائريين آخرين ومقر سفارتنا في بيروت وإقامة السفير بأضرار طفيفة جدا (تحطم زجاج بعض النوافذ)". وأشار السيد بن علي شريف إلى أن "نتائج هذا الانفجار المأساوي تبقى محل متابعة من قبل ممثليتنا الدبلوماسية لحصر آثاره بالنسبة للجالية الجزائرية المقيمة في لبنان الشقيق".