بخطى ثابتة استطاعت ابنة مدينة تيارت الكاتبة نجاة تيرس أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة وسط الكتاب الجزائريين المتألقين في سماء الإبداع ، بفضل أسلوبها المتميز في الكتابة وطرحها المتميز للمواضيع بطريقة سلسة وجذابة والمزاوجة بين الكتابة القصصية وأدب الطفل، الذي يعاني شُحّا في الكتابة، فزينت رفوف المكتبات بعدة مؤلفات على غرار العودة الى الصفر" و"تباريح الجوى " وغيرها من الإبداعات ،من خلال هذه الأسطر سنتعرف على إحدى مبدعات عاصمة الرستميين . نجاة تيرس من مواليد 20 مارس 1976 بتيارت، تلقت تعليمها الابتدائي بمدرستي "باستور"العريقة و" معاشي السعيد"، ثم بمتوسطة "حلوز فغول، بعدها بثانوية "حيرش محمد"، تحصلت على شهادة البكالوريا عام 1994، لتتجه بجامعة السانيا بوهران، التي تخرجت منها بشهادة الليسانس في الأدب العربي ، بعدها طرقت الحياة العملية حيث عملت كمستخلفة في جميع الأطوار التعليمية بدء من الابتدائي مرورا بالمتوسط فالثانوي، حتى فازت في مسابقة لتوظيف أساتذة التعليم الثانوي لتحظى بمنصب عام 2001 ،والتحقت بنفس الثانوية التي درست بها أي ثانوية حيرش محمد.. ديوان "تباريح الجوى" و رواية " العودة إلى الصفر " وفيما يخص بدايتها مع الكتابة، فقد تم اكتشاف موهبة نجاة تيرس من قبل أساتذتها في قاعات التدريس، حيث ظهرت عليها بوادر الإبداع منذ تعلمها الكتابة والتعبير الشفهي والإنشاء ، فكانت تلقى الثناء من المعلمين والأساتذة على جمال الأسلوب وروعة الخيال ، إلى جانب النثر برزت موهبة نجاة في نظم القوافي ،حيث كانت الانطلاقة الفعلية مع الشعر منذ المرحلة الثانوية وأكثر القصائد كتبتها وهي في الجامعة ،وبحكم تخصصها في الأدب العربي لم تبتعد عن العمل الإبداعي فأنشأت مع طلبتها مجلة حائطية أسمتها " الآلاء"، إلى جانب مجلة شهرية بعنوان " السراج "، لتكتشف مواهب لا تعد ولا تحصى عند التلاميذ، الذين كانوا مبدعين...إبداع " نجاة تيرس" لم يتوقف هنا ، بل وصل إلى المجال الإعلامي عبر أثير الإذاعة المحلية بتيارت، عبر حصة أدبية تعدها أسبوعيا بعنوان " شخصية وأثر "، تتناول فيها شخصية جزائرية أو عربية في مجال الشعر أو النثر . شاركت الكاتبة نجاة تيرس في العديد من التظاهرات الثقافية المحلية والأمسيات الشعرية، حيث أنها جمعت 10 قصائد في ديوان صغير أسمته "تباريح الجوى" ، بعدها خاضت تجربة الكتابة الروائية فكتبت أول رواية عام 2009، على فترات متقطعة الى أن أنهتها سنة 2016وشاركت بها في مسابقة محلية على مستوى الإذاعة الجهوية بتيارت وحصدت بها المرتبة الأولى، الأمر الذي شجعها على طبعها ،وكانت " العودة إلى الصفر " ، وهي الرواية التي ولجت بها قصر المعارض وشاركت بها في المعرض الدولي " سيلا " 2019 ، كما دخلت بها مسابقة آسيا جبار الوطنية للرواية العربية، وحظي العملان بتكريم على مستوى دار الثقافة علي معاشي والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيارت . دراسات أكاديمية لإثراء الساحة الأدبية تميز نجاة تيرس لم يمنعها من مواصلة دراستها ، حيث عادت مجددا لمدرجات الجامعة بعد انقطاع دام 18عاما، لتزاول دراسات ما بعد التدرج ضمن نظام" أل م . دي"، فنالت شهادة الماستر تخصص دراسات نقدية عام 2017 ، لتنجح في نفس العام في مسابقة الدكتوراه في نفس الجامعة تخصص نقد معاصر وتدخل عالم البحث العلمي والتدريس بالجامعة وهي على مشارف المناقشة. أما فيما يخص القصة، فقد أصدرت " نجاة تيرس " مؤخرا القصة الأولى في أدب الطفل من مجموعتها القصصية" حكايات ماما نجاة "القصة الأولى بعنوان" مكتب سيرين" وهي سلسلة من 6 قصص في المجموعة، الأولى تعليمية تثقيفية،وعن سبب توجهها لأدب الطفل كشفت الكاتبة أنها كمُربية في الثانوية ، فهي تدرك جيدا أهمية المطالعة في حياة الطفل، أما عن المشاريع المستقبلية كشفت نجاة تيرس أنه سيصدر لها قريبا الجزء الثاني من رواية " العودة إلى الصفر " ، إلى جانب دراسات أكاديمية لإثراء الساحة الأدبية والفكرية.