لا تزال ظاهرة الطوابير الطويلة تؤرق المواطن كلما توجه إلى إدارة ما أو مركز بريد و مؤسسة صحية و غيرها من مرافق الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون و لعل أكبر معاناة تسجل في هذا المجال هي طوابير مراكز البريد التي زادتها بلة أزمة عدم توفر السيولة النقدية و هكذا فإننا لطالما شاهدنا مناظر اكتظاظ المواطنين وتزاحمهم أمام شبابيك الدفع بما فيهم الأشخاص المتقاعدين و المستفيدين من منحة البطالة الذين يعانون الأمرين قبل استلام مستحقاتهم حيث أن تلك المعاناة تتكرر مع نهاية كل شهر و كثيرا ما يضطر المواطن إلى الانتقال من مركز بريد إلى أخر هربا من طول الطوابير و ندرة السيولة و انطلاقا من هذا فإن المطلوب من الهيئات المعنية إيجاد حلول عملية لتجنب تلك الطوابير الطويلة واكتظاظ مراكز البريد بالمواطنين في زمن كورونا و كذلك لتخفيف العناء عن الأشخاص كبار السن والنساء باقتراح دعم شبابيك الدفع بموظفين خلال فترة نهاية الشهر و ذلك وفق جدول عمل نقول هذا لأن أعداد كبيرة من المواطنين يتقاضون أجورهم ومنحهم من مراكز البريد مما يتطلب سرعة التكفل بهذا المشكل لتحسين الخدمات ،و هو ما يتماشى مع سعي الدولة إلى تسهيل المعاملات والقضاء على البيروقراطية في جزائر تتميز مرافقها الإدارية بالطوابير التي لا تنتهي ،و اضطرار الناس للانتظار الطويل ،و من لديهم من يعرفونه من الموظفين يستعينون بهم مع أن مثل هذه السلوكات غير مقبولة لكن الواقع يفرضها فرضا و يحدث هذا في غياب تسيير مرن للإدارات يجنب المواطن الكثير من الإكراهات و التوترات لنعود ونؤكد من جديد على حق المواطن في معاملة جيدة وإن كلف ذلك الإدارة المعنية إعداد مخطط و تكثيف نشاطها استجابة لمطالب المواطنين، وإنه لمن المخجل حقا أن تتكرر مشاهد التزاحم والاكتظاظ و طول الانتظار والفوضى و تصبح روتينا يدخل ضمن يومياتنا .