عرفت السنوات الأخيرة انتشارا رهيبا لظاهرة حرب العصابات في الأحياء السكنية بوهران، حيث لا يكاد يخلو يوم دون وقوع مناوشات بين شباب الأحياء السكنية ولو على أتفه الأسباب. كما تعد غياب المرافق العمومية وانتشار البطالة في أوساط الشباب الجزائري أحد أهم الأسباب الحقيقية في انتشار الظاهرة، على اعتبار أن الشباب المتخاصم، منحرف وغير متعلم وذو سلوك عدواني يصعب التحاور معهم من طرف الأمن أو عقلاء الأحياء، خصوصا إذا ما تعلق الأمر بسكان البيوت القصديرية القادمين من أحياء مختلفة، أو من بين المرحلين الجدد إلى الأحياء السكنية، وسكان الأحياء أو البيوت القصديرية المجاورة لها. ومنذ أن تم اصدار قانون حول محاربة عصابات الأحياء فقد وقفت مصالح الأمن لولاية وهران بالمرصاد لهذه الشبكات الإجرامية التي تشكل خطرا على سكان الأحياء، حيث تقع هذه المواجهات بين الفينة والأخرى فيما بين عصابات الأحياء وبين أخرى منظمة و مدججة بالأسلحة البيضاء والسيوف والسكاكين، وهو ما يثير حالة من الخوف والهلع وسط سكان هذه التجمعات السكنية سواء الجديدة أو القديمة وكذا على مستوى الأحياء القصديرية. وللقضاء على الظاهرة فقد عكفت مصالح الأمن منذ بداية السنة على شن حملات مداهمة واسعة على مستوى الأحياء الشعبية و الفوضوية والمشبوهة والمعروفة بمثل هذه التجاوزات . 72 قضية تخص مشاجرات في الطريق العام و كانت حصيلة النشاطات في مجال مكافحة الجريمة الحضرية فيما يخص قضايا حمل الأسلحة البيضاء والمشاجرة والضرب والجرح العمدي خلال سنة 2020 من الفاتح جانفي إلى غاية شهر ديسمبر ثقيلة، حيث عالجت مصالح الأمن 3432 قضية متعلقة بالمساس بالأشخاص تم توقيف من خلالها 2432 شخصا فيهم 2399 شاب و132 شابة. وتنقسم هذه الحصيلة الى قضايا متعلقة بمحاربة ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء التي سجلت مصالح الامن بشأنها 449 قضية، أوقفت خلالها 467 شخصا، فيما أحرزت 341 سلاحا ابيضا و30 خنجر من نوع «بوشية» بالإضافة إلى 73 قارورة مسيلة للدموع و كذا 5 قضبان حديدية . أما عن قضايا المشاجرة في الطريق العام فقد سجلت 72 قضية تم خلالها توقيف 159 شخصا، بينما حجزت 21 سلاحا أبيضا محظورا، و7 خناجر من نوع «بوشية»، بالإضافة إلى قارورتي غاز مسيل للدموع. أما فيما يتعلق بقضايا الضرب والجرح العمدي بالأسلحة البيضاء، فقد أحصت مصالح الأمن لولاية وهران 973 قضية، عالجت من خلالها 642 قضية بينما تم توقيف 802 شخصا . أما أهم القضايا المتعلقة بحرب العصابات التي عالجتها مصالح الأمن بوهران، فنجد مثلا قضية تفكيك عصابة بحي النور حيث تمكنت مصالح الشرطة ممثلة في فرقة البحث والتدخل التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية و فصيلة التدخل السريع التابعة للمصلحة الولائية للأمن العمومي والأمن الحضري 24 في عملية نوعية وفي ظرف قياسي خلال بداية شهر أكتوبر من سنة 2020 ، من وضع حد لنشاط جماعة إجرامية متورطة في المشاجرة باستعمال أسلحة البيضاء، الإخلال بالنظام العام والمساس بالسكينة العامة، وبانتهاك حرمة مسكن، التحطيم العمدي لملك الغير، تتكون من 16 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 19 و43 سنة، معتادين على الإجرام ومن ذوي السوابق العدلية، ويوجد من بينهم شخصان محل أمر بالقبض. مداهمات إيجابية بالأحياء الساخنة هذه العملية النوعية جاءت بعد نشوب شجار بالأسلحة البيضاء المحظورة بين مجموعة أشرار من معتادي الإجرام على مستوى أحد الأحياء بالناحية الشرقية لمدينة وهران، لتقوم مصالح الشرطة العملياتية المختلفة في ظرف قياسي بفض الاشتباك، والعمل الاستعلاماتي الميداني الذي باشرته ذات المصالح، والذي أسفر عن تحديد هوية كافة المتورطين قبل الانطلاق في عملية المداهمة والتدخل، بعد استفاء كافة الإجراءات القانونية المعمول بها ، واستصدار إذن بتفتيش مساكن المتورطين، صادر عن وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران. بعد عمليات المداهمة كانت النتائج إيجابية ، أسفرت عن توقيفهم واحدا تلو الآخر ،مع حجز كمية معتبر من الأسلحة البيضاء المحظورة من مختلف الأنواع والأحجام متمثلة في سلاح أبيض من نوع سيف، سلاح أبيض محظور من الحجم الكبير على شكل منشار و 5 أسلحة بيضاء محظورة من نوع بوشية، وسلاح أبيض من نوع كلوندار وقارورة غاز مسيلة للدموع و3 عصي خشبية وبندقية خشبية للزينة و 3مقعرات هوائية وسهم حديدي وعصى خشبية، إلى جانب كلبين شرسين للترهيب من نوع رودفايلور. وتعتبر هذه العصابات الأولى على مستوى ولاية وهران التي تم تطبيق عليهم القانون الجديد المتعلق بحرب العصابات حيث اصدر قاضي محكمة فلاوسن في حقهم عقوبة تقضي بسجنهم 10 سنوات. إخلال بالنظام العام وكانت فرقة البحث والتحري بأمن وهران و قبل صدور قانون لمحاربة العصابات قد تمكنت من تفكيك جمعية أشرار أفرادها متورطون في قضية الحيازة على أسلحة بيضاء لغرض الإعداد لمشاجرة في الطريق العام، محاولة الإخلال بالنظام العام في ظرف الليل مع العود ومخالفة حظر التجوال وعدم الالتزام بالحجر الصحي. وفي هذا الصدد تم توقيف 10 أشخاص وحجز مجموعة من الأسلحة البيضاء المحظورة مختلفة الأنواع والأحجام، وحجز 3 مركبات وجاء توقيفهم استغلالا لمعلومات وصلت الى مصالح الأمن، مفادها تواجد مجموعة من الأشخاص من بينهم مسبوقين قضائيا، مدججين بالأسلحة البيضاء على مستوى حي سيدي الهواري، و بالضبط بالقرب من الحديقة الجديدة، يحضرون ويتأهبون لتنفيذ مخططهم الإجرامي المتمثل في حرب العصابات مع مجموعة من الأشخاص بحي الدرب العتيق . من جهة أخرى فان مصالح الدرك الوطني بوهران هي الأخرى تعمل على محاربة هذه الظاهرة على مستوى الأحياء و الشوارع التابعة لإقليم الاختصاص حيث تمكنت مؤخرا و في عمليتين متفرقتين من توقيف 13 شخصا من بينهم 11 واحدا اختصوا في زرع الرعب والخوف وسط سكان حي حاسي بونيف حيث كونوا حرب العصابات، وتم توقيفهم من خلال اخبارية وصلت الى مصالح الدرك وتم حجز بحوزتهم 9 اسلحة بيضاء من نوع سيف و بندقيتي صيد. اما الموقوفان الآخران فكانا مختصين في السرقة من داخل الحديقة العمومية الواقعة بنفس المنطقة، وتم العثور بحوزتهما على 89 قرصا مهلوسا. من جهة أخرى فقد فككت شبكات تعمل بحي النجمة (شطيبو)، و هذا خلال عملية المداهمات التي تبرمجها للقضاء على الظاهرة و توقيف المتورطين.