قالوا العقل السليم في الجسم السليم الخالي من العلل والأمراض الفتاكة التي تشل الحركة وتمنع العمل والتفكير وقد توسعت خارطة الأمراض في عصرنا هذا رغم تقدم العلوم الطبية والصيدلانية وعلم الأوبئة وأجهزة الكشف والفحص والعلاج وصناعة الدواء وكثرة الأطباء والصيادلة والباحثين في مجال الصحة فعدد المرضى في ازدياد وزيارة سريعة لأحد المستشفيات أو إحدى العيادات الطبية تبين مدى تفاقم الأمراض ببلادنا ومعاناة المصابين بها خاصة الأمراض المزمنة كالسرطان القاتل الذي لم يسلم من شره حتى الأطفال الصغار والسكري والضغط الدموي وقرحة المعدة والجهاز الهضمي والكلى و الربو والحساسية وزادت جائحة كورونا الوضع خطورة وتعقيدا وكلفة العلاج عندنا ثقيلة جدا بالنسبة للمؤسسات الاستشفائية وصندوق الضمان الاجتماعي والمواطنين أيضا وفاتورة استيراد الأدوية من الخارج مرتفعة ولا تختلف عن فاتورة الغذاء فهي تبلغ ملايير الدولارات في كل سنة مع وجود ندرة أو نقص في بعض الأدوية من فترة لأخرى فمازالت صناعة الدواء عندنا في طورها التمهيدي مع تسجيل بعض النتائج الايجابية في صناعة الدواء وفي مقدمتها الأدوية الجنيسة وهناك حديث عن تصدير الدواء الجزائري بقيمة 400 مليون دولار في السنة كما دار الحديث نهاية السنة الماضية عن إمكانية إنتاج لقاح سبوتنيك الروسي المضاد لفيروس كورونا في بلادنا ومهما يكن الأمر فإن الدواء مادة استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها والطلب عليه في ازدياد وبعض الأدوية سعرها مرتفع جدا ومن غير المقبول أن نستمر في استيراده وعلينا أن نستغل كل مواردنا المادية والبشرية لإنشاء صناعة وطنية للأدوية تكفي حاجياتنا منها مع إمكانية التصدير فالدواء سلعة غالية ومطلوبة عالميا .