لقد أثرى علماء العرب و المسلمين علم النبات بما لديهم من تجربة و معرفة خبرة.الشريف الإدريسي يعتبر احدهم و هو محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس عاش فيما بين 1099-1165 ميلادية,يلقب بالعالي بالله. ولد بسبتة المغربية و هي اليوم تحت الحكم الاسباني بعد ما حفظ القران و تعلم القراءة و الكتابة كما جارت العادة انتقل إلى قرطبة الأندلسية عاصمة ثقافية و علمية حيث يواصل تعليمه و دراسته.كانت سبتة آنذاك منضمة للمغرب الأقصى تحت حكم المرابطين و من اهتمامات الشريف الإدريسي ,الجغرافية التي أبدع فيها و اشتهر في علوم متنوعة كعلم النبات,الصيدلة,و الطب و معرفة الأعشاب و منافعها,و أماكنها,و أعيانها ,فهو طبيب و نباتي أيضا. و نسبة الشريف الإدريسي تعود إلى جده إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن بن علي بن أبي طالب مؤسس دولة الادارسة بالمغرب و سمي كذلك بالقرطبي لأنه بقي في قرطبة عدة سنوات و لقب كذلك بالصقلي لأنه امضى في هذه الجزيرة سنين في خدمة الملك روجر الثاني حيث ألف له كتابا شاملا في المعلومات الجغرافية الأساسية و لذا نعتبر الإدريسي مؤسس للعلم الجغرافية ,فصنف هذا الكتاب بعنوان" نزهة المشتاق في اختراع الأفاق" و يعرف أيضا هذا الكتاب باسم الكتاب الروجري ,كتاب امضى مرجعا مصدرا في علم الجغرافية نقل و ترجم إلى اللغة اللاتينية في القرن العاشر الهجري و اطلعت عليه كل الجامعات الغربية كان الإدريسي من العلماء الكبار ليس فقط في حقل الجغرافية و لكن أيضا في علم النبات, و رحلاته العديدة و زيارات الأقطار و منها الجزائر حيث تعرف و اطلع على أنواع الأعشاب بها و سال أهلها عن عاداتهم و معرفتهم و استعمالهم للأعشاب الطبية و الغذائية المحلية . زار البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط بحوضيه الشرقي و الغربي ترك لنا خريطة لا زالت تبعث الدهشة للدقة المعلومات و الواقع. في حقل النبات ترك لنا الإدريسي كتابا " الجامع لصفات أشتات النبات" الذي نال شهرة عظيمة حيث ادخل فيه أسماء النباتات في لغات عديدة _العربية- السريانية- اليونانية- الفارسية- اللاتينية _ البربرية- وا ستخدم حروف أبجد هوز في الترتيب و التفسير كان عالما نزيها صاحب الأمانة العلمية يذكر المراجع التي استعملها استقى منها معرفته. و قد استفاد من مؤلفات علماء سبقوه في المعرفة كالكندي و ديسقوريدس الإغريقي و ابن جل جل و ابن وحشية و غيرهم _للإدريسي معرفة واسعة في الصيدلة و علم الأدوية فكان كثير الاعتماد علي القدماء من الناحية الطبية واعتمد أيضا علي تجربته خبرته فكان عالما بقوي ى الأدوية المفردة ,و منافعها و خواصها فله كتب في علم الصيدلة و صنف الكثير مستندا في تأليفه علي كتاب ديسقوريدس اليوناني و هذه بعض كتبه - -نزهة المشتاق في اختراع الآفاق -مصورا لأشكال الكرة الأرضية مع الشروح الوافية -خرائط للعالم و تعتبر أول خرائط صحيحة مع التعليقات عليه -كتاب المسالك و الممالك -كتاب الجامع لصفات أشتات النبت - كتاب الصيدلة لقد أثرى علماء العرب و المسلمين علم النبات بما لديهم من علم خبرة فكانت تجاربهم العلمية هي السبب في تقدمهم و الوصول إلى المستوى الذي نراه اليوم بأعيننا المجردة. فقد درسوا و بكل دقة أنواع التربة و خصائصها. لدا نقول اليوم بان العرب و المسلمين هم المؤسسون لعلم النبات و ذلك من إضافتهم الجوهرية و منها نذكر: - ترجمة علوم اليونان و علوم الهند و علوم الفرس غيرهم - أنجبت الحضارة العربية مجموعة من العلماء نفغر بهم في الأسبوع القادم سنتعرف عن الإدريسي الجغرافي و لماذا نعتبره مؤسس للعلم الجغرافية