لا تزال طرقات وهران على غرار ولايات الوطن تحدث المزيد من المآسي تاركة وراءها عائلات تعيش في أحزان جراء فقدانها لأب كريم أو ابن غال أو طفل بريء في حوادث مرورية مرعبة . حوادث أبكت القلوب قبل العيون كيف لا ونحن نقرأ ونسمع و نرى في وسائل الإعلام المختلفة أخبار إرهاب الطرقات و ماذا تفعله في المجتمع بلا وازع أخلاقي لسائقين متهورين -سامحهم الله -جعلوا من المقود أداة ترفيه و وترويح عن النفس بمفهومهم العبثي لأن المركبة في الأصل وسيلة اجتماعية ضرورية و ليست لحصد أرواح الناس الأبرياء في كل آن وحين . فالحديث عن هذه الحوادث المرورية المروعة يجرنا إلى الكلام عن المنظومة القانونية والتي من المفروض أن تكون أكثر زجرا لهؤلاء الذين انعدم فيهم الضمير الإنساني فلا ينفع معهم سوى الوازع القانوني الردعي القوي بعدما فشلت كل الحملات التحسيسية والتوعية بخطورة السياقة بالسرعة الفائقة وهنا أيضا يجدر بنا التذكير عن دور مدارس السياقة و ضرورة إضفاء الصرامة في برامج التكوين حتى تعدّ لنا سائقا مسؤولا لا متهورا يحافظ على سلامته وسلامة غيره من الركاب ومستعملي الطريق. وفي سياق أخر وما دمنا نتكلم عن المسؤولية المشتركة فإهتراء الطرقات يأخذ نصيبه في هذا المجال أمام تقاعس العديد من المصالح المختصة التي من الواجب عليها القيام بصيانة الطرقات وفق المعايير التقنية عالية المستوى وليس الترقيع من أجل ملء الفراغ وفقط وهكذا نرى أن كل واحد شريك في هذا الإرهاب الأعمى بعدم احترامه لقوانين المرور و بعدم اهتمامه بالصيانة الدورية للمركبات والطرقات وكلهم يدخلون في نفق واحد مظلم مع الأسف فالنتيجة الحتمية موتى نحن في غنى عن تكثيرهم بهذه الطريقة ومشاهد دموية مرعبة على الطرقات . مجتمعنا المدني هو كذلك لا يجب أن يبقى في موقع المتفرج حتى وإن كانت له مبادرات طيبة في هذا المسار إلا أنه بات لزاما عليه تكثيف مبادراته انطلاقا من المدرسة لتربية جيل واع .