تصنع البرك المائية المتراكمة هنا وهناك بشوارع وهران الرئيسية وأزقتها الضيقة ديكورا مقززا يلمسه المواطن، مباشرة بعد سقوط الزخات الأولى للمطر سواء من خلال الطرقات المهترئة التي سرعان ما تنكشف عيوبها، أو من خلال قطرات الماء المتسربة عبر ثقوب المنازل الهشة، دون الحديث عن الوضع العام لحركة المرور التي تعرف انسدادا عبر المحاور الكبرى وطرقات مقطوعة وحركة نقل مشلولة وبالوعات ممتلئة وأخرى مسدودة. أمام هذا الوضع العام نجد أن المنتخبين الذين من المفروض أنهم يمثلون عامة الشعب الذي قام بانتخابهم للتكفل بمشاكله وانشغالاته اليومية بالمجالس المحلية يقبعون بمكاتبهم دون تحرك أي واحد منهم لرفع الغبن عن هذا المواطن المغلوب على أمره، ما بين تدهور قدرته الشرائية ومعاناته من أزمة السكن، هذه المشاهد المقلقة والمثيرة للأعصاب والتي قد تدفع به للانتفاض والاحتجاج في الشارع، وقتها فقط يستنجد المسؤولون بعمال النظافة لإزالة هذه المياه الراكدة وكأن الأمر انتهى هنا، أو بالأحرى مهمة هؤلاء المسؤولين اكتملت بهذا الإجراء الترقيعي المخزي. مشاهد تتكرر كل فصل شتاء، ومع ذلك لم يحرك المنتخَبون ساكنا لتفاديها، وكأن الأمر لا يعنيهم، وهم الذين لطالما تغنوا بحل مشاكل المدينة التي أثقلت كاهل ساكنتها، ومع كل موعد انتخابي يضعها المترشحون من مختلف الأطياف السياسية دون استثناء ضمن أولويات برامجهم، يصولون ويجولون بها شوارع المدينة وأحيائها خلال الحملة الانتخابية لاستمالة أصوات المواطنين، لكن سرعان ما تتبخر هذه الوعود بمجرد الوصول إلى المجالس.