يشارك النجم الأمريكي براد بيت تحت إدارة المخرج النيوزيلندي اندرو دومينيك في المنافسة على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، الدولي بفيلم killingThemSoftly ويعني "اقتلهم بهدوء". ويشارك بيت البطولة صديقه راي ليوتا وسكوت ماكنري وبين مندلسون وجيمس جندولفيني وريتشارد جينكينز. وتدور الأحداث حول عملية سطو على ناد للقمار غير مرخص له يقوم بها أحد أصحاب النادي بتكليف أحد العاملين معه لمداهمة المكان وسرقة أموال الجميع التي تعود إليه لاحقا. ولكنه في لحظة سكر بعد فترة يعترف بفعلته. مما يخلق ردود أفعال كبيرة من قبل المقامرين وهم من المجرمين المحترفين، حيث تستدعي المافيا أفضل رجالها جاكي كوجان للبحث عن اللصوص والانتقام لهذه الإهانة، فمهمة جاكي هي العثور على مرتكبي عملية السطو وتصفيتهم، إلا أن مهمته تتعقد بسبب الشخصيات التي يقابلها في طريقه. ترافق هذه الحادثة الحملة الانتخابية التي يقوم بها الرئيس المرشح للانتخابات الأمريكية آنذاك باراك أوباما، حيث تزدحم الشاشة بصور ومقولات أوباما وبوش وماكين وغيرهم، وهم يمارسون الخطب التي تتحدث عن الأزمات الاقتصادية الخانقة ووعود انتخابية للمرشحين. وتتكرر عملية السرقة ولكن هذا المرة من مجرمين آخرين، وتبقى التهم تلاحق مالك نادي القمار، حيث يتم الاتفاق على تصفيته من قبل الجميع، ويتم اغتياله على يد أحد المجرمين المحترفين ويقوم بتجسيد الدور "براد بيت". هذه المهمة اتفق عليها براد بيت مقابل "15" ألف دولار، لكنه يكتشف وجود مجرمين آخرين تجب تصفيتهم. وتتصاعد مشاهد عنف عبر إيقاع مشوق وبارع التنفيذ، حيث اننا امام مشاهد عنف يتم تقديمها للمرة الأولى في السينما الامريكية وبحرفية مدهشة. ولكن الهدف ليس العنف بل هو الواقع الأمريكي. وبالوصول إلى المشهد الأخير، حيث اللقاء مع المحامي الذي كلفه بالقيام بهذه المهمة نيابة عن المعنيين بالأمر. ويسلمه المبلغ ليعود قائلاً : - لقد اتفقنا على 15 ألف دولار، والمبلغ الذي استلمته 10 آلاف فقط. - المحامي: إنها الأزمات الاقتصادية. - ليرد براد بيت بحدة قائلاً: انظر الأمريكية ليست جنسية إنها مهنة! ذلك المشهد الختامي يأتي على خلفية صورة الرئيس أوباما وهو يتحدث عن اهمية وحدة المجتمع الأمريكي أمام الأزمة الاقتصادية ليمضي كل منهما إلى سبيله . مشهد يختصر كل شيء ويقول الكثير من المعاني والدلالات البعيدة، بأن كل شيء في المجتمع الأمريكي هو مجرد صفقات، ولكل شيء حسابة حتى في زمن الأزمات الاقتصادية. فيلم شديد الحساسية، لا حدود للجريمة، ولا حدود للعنف، ولا حدود أيضا لكذب أهل السياسة حتى من قبل كبارهم الذين يظلون يروجون حكايات ليست لها نهاية، ولكن حقيقة الأمر هي صفقات ودواعي انتخابية. السيناريو والحوار كتبه المخرج اندرو دومنيك وهو من مواليد نيوزيلندا عام 1967. بدأ مشواره مع فيلم – شوبر – عام 2000. وفي عام 2007 تأتي النقلة الأهم في مسيرته مع فيلم – اغتيال جيسي جيمس بواسطة روبرت فورد – والذي يعتبر واحدا من أهم الأعمال السينمائية التي ذهبت إلى عالم الغرب الأمريكي وكشفت عن العديد من الحكايات والحقائق