استمرت سلطة الآثار الإسرائيلية الاثنين بأعمال الحفر والهدم بمنطقة قصور الخلافة الأموية بالقدس للأسبوع الثاني على التوالي. ورصد مراسل وكالة الأناضول اليوم عشرات الشباب الإسرائيليين لدى مشاركتهم في أعمال الحفريات بمنطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى. وشوهد عدد من أولئك الشباب يصطفون على شكل سلسلة بشرية لنقل مخلفات الحفر من الحجارة والأتربة من المكان، بينما كان عدد آخر منهم يهدم مباني القصور الأموية ويلقي بحجارتها، كما تواجد في الموقع طاقم تابع للهيئة الإسرائيلية كان يقوم بمسح هندسي للمكان. وتجري الحفريات تحت مظلات سوداء منخفضة لمحاولة حجبها عن أعين المارة من سكان القدس العرب، ولوقاية العاملين من حرارة الشمس. وتمكن مراسل الأناضول من تصوير عمليات الحفر من الشارع الرئيسي، بينما لم يتمكن من الاقتراب من موقع العمل الذي تضع السلطات الإسرائيلية حراسة مسلحة على مداخله. كانت مؤسسة الأقصى الفلسطينية للوقف والتراث حذرت نهاية الشهر الماضي من الحفريات الإسرائيلية التي تهدف إلى تدمير القصور الأموية الأثرية الإسلامية. وذكرت المؤسسة في تقرير لها أن "الاحتلال يسعى من خلال الحفريات إلى تدمير ما تبقى من قصور الخلافة الاموية وتحويلها الى مرافق للهيكل المزعوم واعتبارها جزءا من الحدائق والمسارات التوراتية الملاصقة والمحيطة بالمسجد الاقصى. كما يسعى الاحتلال من خلال هذه الحفريات إلى العمل تدريجيا للاستيلاء على مقبرة باب الرحمة أو أجزاء منها " وأكدت مؤسسة الأقصى، في تقرير سابق لها، امتلاكها لخرائط ووثائق تشير إلى "وجود مخطط احتلالي لحفر نفق تحت الأرض يمتد من باب الأسباط (أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس). ويمتد أسفل مقبرة باب الرحمة وتحت المصلى المرواني ويصل إلى منطقة الباب الثلاثي وهي الأبواب المغلقة في جدار المسجد الأقصى الجنوبي، ضمن بناء المصلى المرواني - ينتهي عند المدرج الملاصق للباب الثلاثي من الجهة الجنوبية خارج المسجد الأقصى، وهو الدرج الواقع ضمن منطقة القصور الأموية المذكورة". وخلصت "مؤسسة الأقصى" في تقريرها إلى أن "الحفريات التي تتم هي حفريات خطيرة جدًا على المسجد الأقصى حاضراً ومستقبلاً، وتأتي ضمن مشروع كبير لتهويد محيط المسجد الأقصى، وخطوة من خطوات التحضير لبناء الهيكل المزعوم ومرافقه".