يحتفل العالم غدًا الأربعاء باليوم الدولي للقضاء على الفقر، حيث يركز الاحتفال هذا العام حول موضوع "القضاء على الفقر المدقع .. تعزيز التمكين وبناء السلام "، وذلك بهدف تعزيز الوعي بشأن الحاجة إلى مكافحة الفقر والفقر المدقع في كافة البلدان . وتظل مكافحة الفقر إحدى أساسيات جدول أعمال الأممالمتحدة الإنمائي ، حيث أن الفقر المدقع يديم دوامة العنف والتمييز التي غالبا ما تهمش حقوق الإنسان للنساء والأطفال الذين يعيشون في بيئات متدهورة وغير آمنة ، فالفقر المدقع يدمر حياة وروح الشعب، بل يقتل المزيد من الأطفال والشباب والبالغين وأكثر من أي حرب. وفي مؤتمر الألفية، إلتزم زعماء الدول بتخفيض عدد الذين يعيشون في فقر مدقع يعيشون على أقل من 1.25 دولار يوميا إلى النصف بحلول عام 2015 ، حيث إنخفضت معدلات الفقر المدقع في كل منطقة من مناطق العالم ، وحققت للملايين الحصول على الرعاية الصحية والتعليم ، فقد زادت إمكانية الحصول على المياه النظيفة إلى 89% في دول العالم النامي ، كما تم إلحاق أكثر من 39 مليون طفل في المدارس الإبتدائية . وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بن كي مون - في رسالته التي وجهها بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر - إلى أن الفقر سهل شجبه صعب مكافحته ، وما يحتاجه الذين يقاسون ويلات الجوع والعوز والمهانة هو أكثر من مجرد كلمات متعاطفة ، مشيرًا إلى أن أنهم يحتاجون إلى دعم ملموس ، واحتفالنا باليوم الدولي للقضاء على الفقر هذا العام يأتي في وقت تعيش فيه بلدان عديدة حالة تقشف إقتصادي وأصبح الخطر يتهدد تمويل تدابير مكافحة الفقر في سياق كفاح الحكومات لتحقيق التوازن في ميزانياتها ، على أن وقتنا هذا هو ذات الوقت الذي يلزم فيه تزويد الفقراء بإمكانية الاستفادة من الخدمات الاجتماعية والدخول المؤمنة والعمل اللائق والحماية الاجتماعية ، فعند ذاك فقط نستطيع أن نبني مجتمعات أقوى وأكثر ازدهارا، وليس بأن نحقق التوازن في الميزانيات على حساب الفقراء. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون - في رسالته - " لقد أذكت الأهداف الإنمائية للألفية جذوة العمل العالمي الذي أحدث قدرا كبيرا من التقدم ، فقد خفضنا الفقر المدقع إلى النصف وصححنا إنعدام التوازن بين الجنسين في مراحل التعليم الأولى، إذ أصبحت أعداد البنات بالمدارس الابتدائية حاليا أكثر من أعداد البنين ، وأصبح مياه الشرب النظيف في متناول مجتمعات أكثر عددا بكثير وأنقذت الملايين من الأرواح بفضل الاستثمار في الصحة " . وأضاف مون " أن هذه المكاسب تمثل تقدما رئيسيا في سبيل الوصول إلى عالم أكثر إنصافا وازدهارا وإستدامة ، ولكن هناك أكثر من مليار شخص ما أصبحوا يعيشون في فقر ويحرمون من حقوقهم في الغذاء والتعليم والرعاية الصحية ، وعلينا أن نمكنهم من مساعدتنا على إيجاد حلول مستدامة لهذه المشاكل، كما ينبغي لنا ألا ندخر وسعا في ضمان أن تحقق كافة البلدان الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015 " . وأشار مون إلى إعلان القادة من جميع أنحاء العالم - في مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة ، الذي عقد في شهر يونيو من هذا العام - إلى أن القضاء على الفقر هو أعظم التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن ، ونحن الآن في مرحلة وضع إطار إنمائي للأمم المتحدة للفترة التالية لعام 2015، مستندين في ذلك إلى الأهداف الإنمائية للألفية ومستهدفين مواجهة ضروب التفاوت المستحكمة والتحديات الجديدة التي تواجه الناس والكرة الأرضية ، موضحا أن هدفنا هو الخروج بإطار جسور وطموح يمكن أن يدعم إحداث تغييرات جذرية تعود بالفائدة على سكان الحاضر وعلى أجيال مقبلة. وأوضح مون أن الفقر المستشري ، الذي ظل يتفشى لآجال مديدة جدا ، مرتبط بالقلاقل الاجتماعية وبالتهديدات المحدقة بالسلام والأمن ، مطالبا بالمساعدة على انتشال البشر من براثن الفقر حتى يستطيعوا بدورهم أن يساعدوا في إحداث تحول في هذا العالم.