جدّد، الأمين العام، لحركة النهضة، فاتح ربيعي، أمس الجمعة، في كلمته أمام اللجنة التحضيرية للانتخابات المحلية بالعاصمة، جدّد تأكيده، على ضرورة "تأجيل الانتخابات المحلية"، مرجعا السبب إلى تأخر تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات وما تبعها من لجان ولائية وبلدية، وهو ما أدى إلى التأخر في التحضيرات، مؤكدا، أن " أجواء الانتخابات الحرة والنزيهة اليوم غير متوفرة في الجزائر"، قبل أن يضيف، "في الوقت الذي كان ينتظر فيه الشعب الجزائري والطبقة السياسية توفير الأجواء المواتية لإجراء انتخابات محلية شفافة ونزيهة تلبي طموح الشعب في اختيار ممثليه، وتمحو آثار مهزلة التشريعيات الأخيرة 10 ماي، نتفاجأ بأن السلطة لم تع الدرس بعد مما حدث في التشريعيات ضاربة عرض الحائط كل نداءات الطبقة السياسية المطالبة بضرورة توفير أجواء نجاح العملية وتجنب الأخطاء السابقة إلا أن ما يجري الآن هو إعادة إنتاج لتكرار المهزلة السابقة". وقال فاتح الربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، أن تأخر تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات المحلية، نتج عنه عدم مواكبة العملية الانتخابية ومراقبتها حيث "لم يتم مراقبة ومتابعة عملية مراجعة القوائم الانتخابية سواء الاستثنائية أو العادية والطعن فيها، وكذا عدم تمكين اللجنة من مراقبة ومتابعة عمليات معالجة ملفات المترشحين على مستوى الولايات والخروقات التي سجلت من قبل الإدارة"، معتبرا إياها، "أهم مرحلة في العملية الانتخابية يضاف لها التأخر الكبير في عملية إجراء القرعة لتوزيع الحصص التلفزيونية والإذاعية للأحزاب السياسية وهو ما يعرقل السير الحسن للحملة الانتخابية". كما، أكد، فاتح ربيعي، أن حزبه، سيعيد طرح مشروع تجريم الاستعمار في الأيام المقبلة، مضيفا، أن " المشكل الحقيقي عندنا في الجزائر لماذا لا نكون بمستوى الحزم الذي كان عليه أسلافنا فندافع عن شرفنا وكرامتنا، والسؤال هنا موجه لأولئك الذين جمدوا قانون تجريم الاستعمار على مستوى البرلمان السابق، لماذا فعلتم ذلك واليوم تتباكون، وإذا كنتم جادين في نقدكم لفرنسا ولتصريحات قادتها مسؤوليها فلا تقفوا في وجه المبادرات المقبلة". كما، رفض، فاتح ربيعي، في معرض حديثه، عن الوضع في مالي، رفض "أن تتحول الجزائر إلى أفغانستان جديدة أو تتحول إلى منطقة عبور لقوات أجنبية، مؤكدا، " إن الجزائر اليوم يراد لها أن تكون ساحة حرب (الأفغنة) أو أن تكون منطقة عبور (يكستنه) اي أن تكون كأفغانستان أو باكستان، ولا تغرينا زيارة المسؤولين الغربيين، وتوافدهم المكثف على بلادنا، فإنما جاءوا لنصب شراكهم وتحقيق مصالحهم في المنطقة، وعلى الجزائر أن تتنبه لذلك وتبقى ثابتة على مبادئها في رفض التدخل العسكري والدفع لتغليب الخيار السياسي في مالي، ومحاورة الجماعات التي لها مطالب سياسية، لأن الخيار العسكري لم يثبت جدواه في أي منطقة من العالم"، محذّرا، السلطة من مغبة استغلال الثروات البترولية لشراء السلم الدولي مثلما أقدمت عليه شراء السلم الاجتماعي لمواجهة الربيع العربي قائلا "إننا نخشى اليوم أن تخفق الجزائر في التعاطي مع الأزمة في مالي، مثلما فشلت في التعاطي مع الربيع العربي فتلجأ إلى شراء السلم الدولي بالريع البترولي مع دول النفوذ، مثلما تعاملت مع الوضع الداخلي خوفا من الربيع العربي فلجأت لشراء السلم الاجتماعي على حساب قيم الديمقراطية والتعددية الحقيقية.