فقد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يعتبر خطرا في الولاياتالمتحدة، رجله القوي السعودي سعيد علي الشهري فيما يثير مقتل الرجل الثاني في هذا التنظيم المتطرف الذي اعلنته صنعاء رسميا مساء الخميس مسالة خلافته. ولفت الخبير في شؤون الارهاب مصطفى العاني الى "ان مقتل سعيد الشهري يوجه ضربة قاسية الى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي كان يقوده فعليا". وقد تشكل هذا التنظيم الذي يترأسه اليمني ناصر الوحيشي، في /يناير 2009 باندماج فرعي القاعدة السعودي واليمني بعد الحملة التي جرت ضد الشبكة في السعودية. ولم يؤكد التنظيم بعد مقتل رجله الثاني. وقال العاني مدير مركز دراسات الخليج (غالف ريسرتش سنتر) حول مسائل الامن والارهاب "ان الشهري كان القائد الفعلي لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. كان رجل ميداني يخطط عمليات التنظيم ويشرف عليها في اليمن والسعودية وفي اماكن اخرى من العالم". واضاف "ان غيابه يعتبر حتى اكثر اهمية من غياب اسامة بن لادن" زعيم شبكة القاعدة المتطرفة الذي قتل في /ماي 2011 على يد مجموعة كومندوس اميركية في باكستان حيث "عاش منعزلا" خلال سنواته الاخيرة. وكان الشهري اعتقل في معسكر غوانتانامو وسلم الى السعودية في 2007 حيث تابع برنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين الذي وضعته الرياض لرعاياها العائدين من السجن الاميركي، الا انه عاد والتحق بالقاعدة في اليمن. واعلنت اللجنة الامنية العليا في اليمن في بيان مساء الخميس ان "الاجهزة الأمنية تمكنت من تنفيذ عملية نوعية في 28 /نوفمبر 2012 في محافظة صعدة نتج عنها إصابة الارهابي سعيد الشهري باصابات بالغة دخل على إثرها في غيبوبة توفي بعدها متأثرا بجروحه". واضافت ان العملية تمت "في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية وفي إطار الشراكة والتنسيق والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب"، في تلميح الى الولاياتالمتحدة التي ضاعفت في الاشهر الاخيرة الهجمات التي تقوم بها طائرات بدون طيار على اهداف محددة من اعضاء تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن. واكد العاني ان الخلية اليمنية للشبكة المتطرفة "هي الانشط" و"الوحيدة التي تحمل التهديد الى داخل الولاياتالمتحدة". "فتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب خططت خصوصا للاعتداء الفاشل على رحلة امستردام ديترويت الذي نفذه النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في عيد الميلاد في 2009"، كما تبنى في /نوفمبر 2010 "ارسال طرود مفخخة وجدت على متن طائرات شحن متوجهة الى الولاياتالمتحدة". وراى العاني "ان مقتل الشهري اعلن مطلع الاسبوع من قبل افراد من عائلته بعد ان تبلغوا ذلك في اتصال هاتفي من احد عناصر التنظيم"، مضيفا انه يتوقع ان يؤكد التنظيم مقتله "في الايام المقبلة". واضاف هذا الخبير "يفترض ان يحل مكانه سعودي لكن سيكون من الصعب ايجاد خلف يتمتع بالخبرة العسكرية ذاتها"، مقدرا عدد "المتطرفين السعوديين المتواجدين على الاراضي اليمنية" بما "بين 50 و70" عنصرا. وراى الاخصائي اليمني في شؤون القاعدة سعيد عبيد الجمحي "ان خبير المتفجرات في تنظيم قاعدة الجهاد السعودي ابراهيم العسيري الذي دبر الطرود المفخخة المرسلة الى الولاياتالمتحدة في 2010 قد يخلف سعيد الشهري". وخبير المتفجرات هذا هو شقيق منفذ الاعتداء الفاشل الذي تبناه التنظيم واستهدف في اوت 2009 احد افراد العائلة المالكة السعودية المسؤول عن مكافحة الارهاب الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز. واشار الجمحي الى "ان مطاردة قادة تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن ستتكثف لان تصفية سعيد الشهري يدل على تسلل خصومه الى الشبكة". وخلص الى القول "يمكن ان يكون قائد تنظيم قاعدة الجهاد ناصر الوحيشي قد قتل او اصيب بجروح خطيرة بدوره لانه لم يظهر منذ اكثر من سنة".