روّجت مباريات الفريق الوطني لتجارة رابحة، تصل أعلى عليين في حالة إحراز الربح وتتهاوى إلى أسفل سافلين في حالة الخسارة، الكل يرتدون أقمصة رياضية، ويرفعون أعلاما والجميع يردد الأغاني الممجّدة والمشجعة لمحاربي الصحراء تعبيرا عن تعلقهم بالفريق وحبّهم للوطن. محلات الألبسة الرياضية تماشت مع الحدث ووفّرت المطلوب المستورد والوطني وتماشت بذكاء مع حبّ المواطنين وتفضيلهم للاعبين وبزيارة إستطلاعية لهذه المحلات وقفنا على مدى شهرة بعض اللاعبين على خلاف البعض من خلال أرقام الأقمصة الأكثر تواجدا بالمحل والكثيرون لم يجدوا مبتغاهم في رقم للاعب يعشقونه ويعتبرونه القدوة، فاشتروا أقمصة بأرقام أخرى مكرهين أو ولّوا وهم يجرّون أذيال الخيبة وراءهم لأنهم لم يكونوا سبّاقين في اقتناء ما يريدون. المحلات المنتشرة بوسط مدينة وهران ومعها الباعة المتجولون يروّجون لنوعية قادمة من تركيا والمغرب (الدارالبيضاء) والجزائر، لم تسلم باعتبارها ألبسة مقلّدة من الغلاء، فالمناسبة فرصة سانحة للربح السريع والكثير الذي قد يتكرّر قريبا، فالتبّان الرياضي المصنوع بتركيا يتجاوزسعره 2850 دينار، أما القادم من المغرب 1550 دينار، ويتعدى الجزائري الأصل الموجه للكبارمبلغ ال 1200 دينار، والحديث عن الجزء العلوي فقط، حيث نادرا ما يتم صناعو بدلة رياضية كاملة مو جهة للمناصرين من هذه الفئة. أما الأطفال ولأن المادة الأولية التي تدخل في صناعة البدل الرياضية غير مكلّفة فهم محظوظون ببدلات كاملة، لكنها تفتقد إلى النوعية التي سرعان ما تحول وتتآكل مع أول غسلة بالماء والصابون وهو ما يفسّر، أسعارها التي تتراوح بين 480 دينار و650 دينار إلى 1200 دينار. وكالت "بيما" (Puma) المعتمدة بشارع خميستي هي الأخرى عرفت إقبالا كثيفا لمناصري الخضر من أجل إقتناء أقمصة أكثر أناقة وذات نوعية رفيعة، فرغم أثمانها الباهظة جدّا إلا أنها نفدت بسرعة ولم نعثر إلا على قميص واحد رفقة بعض الأقمصة الرياضية لدول أخرى تشارك في نهائيات كأس العالم الجارية وقائعها بجنوب إفريقيا. ولكم أن تتصوروا أن التبّان لوحده، تحدّد سعره وبيع ب 5900 دينار جزائري، وهي الماركة الأصلية المركبة بالدول الأسيوية وعلى أكثر تقدير بتايلاندا، المعروفة بهذا النوع من الصناعة والإنتاج كفروع أساسية وأصلية لمصدرها بألمانيا. وتكون مؤسسة "بيما" قد فتحت هذه الفروع بالدول الأسيوية حفاظا على العقلانية في الأسعار التي تطبقها في البيع والشراء، ولكم أن تعلموا أن قميصا رياضيا من هذا النوع يباع بأوروبا بسعر 75 أورو أو ما يزيد وهو ما يعادل مليون سنتيم جزائري إذا ما دخل بهذه الطريقة إلى أرض الوطن. وتروّج فروع "بيما" لثلاثة أنواع من الأقمصة الرياضية الأصلية الصّنع، النوع الأول موجّه خصيصا للاعبي المنتخب الجزائري ويمتاز عن النوعين الآخرين بوجود علم الجزائر الذي يزّين الجهة الأمامية على اليمين للأعلى النوع الثاني موجّه للمناصرين بدون أن يحمل أرقام اللاعبين وبدون شارة العلم الجزائري، أما النوع الثالث فهو موجه للمناصرين أيضا لكنه يحمل أسماء وأرقام اللاعبين الجزائريين بدون أن يتوفر على شارة العلم الجزائري، مع العلم أن الأنواع الموجهة لفئة المناصرين تفتقد بشكل الشبكة الذي يعتلي جهة الظهر وهي الإضافة التي رأت مؤسسة "بيما" ضرورة إضافتها إلى أقمصة لاعبي الفريق الوطني قبل توجههم إلى أنغولا للمشاركة في كأس إفريقيا كطريقة مثالية للتهوية ومحاربة الحرارة. ويختلف القميص الرياضي الأصلي للفريق الوطني عن القميص المقلّد في احتوائه في الجهة الأمامية على شريحة فضية إضافة إلى رمز "البيما" المصنوع بالخيط ويحتوي على اليسار في الأعلى على شارة الفدرالية الجزائرية لكرة القدم، تعلوها نجمة كتعبير عن إحراز الجزائر لكأس إفريقيا في 1990 والرمزين الأخيرين يميزان أيضا الألبسة المقلّدة لكن ليس بنفس النوعية والإتقان. أما رمز الفنك فنجده بالألبسة المقلّدة فقط التي بيعت بأعداد كبيرة جدّا حدّ الجنون الذي جعل الشارع الجزائري يتنفس كرة القدم ولا حديث إلا عن كرة القدم والمشاركة الجزائرية التي أبهرت العالم خاصة في مباراة الإنجليز، والأنواع الأصلية بيعت هي الأخرى على مقاس "نوعية رفيعة تبيع نفسها".