حلّ صباح أمس الدكتور عبد المالك بوضياف والي وهران ضيفا على منتدى «الجمهورية» بحضور جمع غفير من المسؤولين المحليين وممثلي الصحافة الوطنية وعدّة مدعويين وفي كلمته الترحيبية أشاد السيد المدير العام لجريدة الجمهورية السيد سعيدي مختار بالعمل الجبار الذي يقوم به والي وهران بعاصمة الغرب والمشاريع الكبرى التي حققها في ظرف وجيز والتي هي قيد الإنجاز. أمّا السيّد والي وهران فقد قدّم بالتفصيل عروضا مفصّلة عن جميع القطاعات والإنجازات التي بدأ المواطن الوهراني يلمس منافعها، إن في النقل وإن في السكن وإن في الصحة والتهيئة العمرانية وأكّد مسؤول الهيئة التنفيذية أنّ مختلف الأزمات التي كان يعيشها المواطن الوهراني ستزول تدريجيا إنطلاقا من هذه السنة. وقد أردف الدكتور عبد المالك بوضياف في عرضه لأهّم المشاريع التنموية لولاية وهران بالقول أنّ البرنامج التنموي لولاية وهران الجاري تنفيده وتجسيده معروف لدى الجميع، كما سبق لي وأن شرحت منهجية العمل الخاصة به، التي تعترض تطبيقها عدد من الإشكاليات التي تطرح الكثير من الأسئلة وتتطلّب بدورها أجوبة وافية وعلمية. وأعترف والي وهران أنّه لم يجد الوضع بولايته الجديدة بخير وقال أنّ انتقاده لهذا الوضع لا يعني إطلاقا الإنقاص من جهود سابقيه لأنّ ذلك يتنافى مع مبادئه وأخلاقه وقال «ما يتوفّر لنا من إمكانيات في الوقت الحالي قد لا يتوفّر لنا غدا، ولذلك يجب إستغلال الفرص بما يحقّق المزيد من أوجه التنمية بهذه الولاية الكبيرة. كما إعترف والي وهران بالتأخر الكبير الذي لا مسه في واقع التنمية منذ تعيينه على رأس الولاية قبل عامين، وصرّح متعهّدا بأنّه في غضون شهر أو شهر ونصف على الأكثر سيتمّ إحياء من كلّ المشاريع الكبيرة المسجّلة والمعلقة منذ سنوات 2002 2003 وتناول الدّكتور عبد المالك بوضياف أولويات جميع القطاعات وخصوصية كل واحد على حدى، كما بدا جلّيا أنه تناولها حسب الأهمية التي تفرضها في عمق المجتمع الوهراني وكذا النقائص المسجلة على مستوياتها. ففي قطاع الصحة الذي يعرف مشاكلا جمّة محليا ووطنيا، هناك إنطلاق أشغال إنجاز ست هياكل صحية، أهّمها مركز لعلاج مرضى السرطان وثان لعلاج المرضى العلقيين. كما حلّ التعليم العالي في المرتبة الثانية ضمن إهتمامات الدكتور عبد المالك بوضياف، الذي أعتبر ولاية كبيرة كوهران فقيرة في مجال الهياكل التعليمية (التعليم العالي) مقارنة بولاية كقسنطينة، وأستشهد في ذلك على تعليق رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي انتقد هذا النقص خلال زيارته الأخيرة لوهران، وقال الوالي أنّه كمسؤول سيعتني بعدد من المشاريع المسجلة والمجمّدة، وأغلبها قال ستحظى بوضع حجر الأساس في الزيارة المرتقبة للوزير الأول عبد المالك سلال في الأيام القليلة القادمة. وفي مجال السكن أبدى والي وهران غرابته للعقبات التي رافقت مشروع ترحيل سكان بلانتير والمشاريع التي تم تخصيصها لإسكان المستفدين إلاّ أنّها لم تمتص المشكل ممّا إستدعى تخصيص مشروع إضافي بنحو 5 آلاف سكن، مؤكدا على مساعيه وجهوده في القضاء على أكبر عدد من البيوت القصديرية التي تشوّه وجه وهران، كما أعلن عن إنجاز 114 ألف وحدة سكنية وقال أنّ مشكل السكن سيعرف طريقة الى الحل إبتداء من 2013 وعرّج في هذا الجانب على قرارات الإستفادة المسبقة التي منحت لعدد من المحتاجين والمسجلين، الذين سيرحّل منهم في مارس الحالي حوالي 800 عائلة الى سكنات جديدة وتتوزع العملية على مراحل، كما كشف عن 38 ألف وحدة سكنية سيضع عبد المالك سلال حجرها الأساس لاحقا. ووعد السيد عبد المالك بوضياف بحلّ مشكل الإكتظاظ على مستوى الأقسام والمؤسسات التعليمية، حيث قال أننا سنصل الى تخفيض عدد التلاميذ بالقسم الواحد الى ما يتراوح بين 32 و37 تلميذ بالحجرة الواحدة. وإن أشاد والي وهران بالإنجازات المحققة في مجال توفير الماء الشروب فقد أعاب على الولاية مشكل قنوات الصرف الذي تتخبّط فيه، التي وجدتها المصالح المعنية مسدودة وفي وضعية سيّئة للغاية، لكنّه قال: لقد شرعنا في تنقية نحو 38 ألف بالوعة لحد الآن وسنواصل العملية إلى النهاية. وتناول السيد عبد المالك بوضياف بالشرح والإيضاح وضعية قطاع السياحة الذي تدعّم في السنوات الأخيرة بعدد من الفنادق الضخمة التي تنتظر التصنيف، وقد ساهمت في إعادة روح الملتقيات والمنتديات الوطنية والدولية الى عمق هذه المدينة وكذا في إبراز الوجه العلمي والثقافي لولاية وهران. وحظي قطاع الإستثمار بالأهمية بالبالغة، حيث أعطى السيد عبد المالك بوضياف توضيحات حول دفاتر الشروط التي تم إعدادها بطرق علمية في هذا الجانب، كما لم يستثن قطاع الأشغال العمومية الذي ستستفيد من خلاله وهران من عدد من الطرقات والمسارات والملتقيات وأعطى أهمية للمناطق الصناعية الموجودة والأخرى المرتقب إنجازها كمصنع رونو، وأشاد أيضا بسوق الجملة بالكرمة وسوق السيارات بنفس المنطقة وبعدد من المشاريع المهمّة التي ستعيد الإعتبار لولاية وهران كقطب متوسطي وإقتصادي هام، نذكر منها على سبيل المثال مشروع المدينةالجديدة بواد تليلات ومجمع البنوك الذي من المرتقب أن ينجز بأرضية عمارات «الطاليان» وقد تعرضنا بالتفصيل الى أهم هذه النقاط الحساسة والمهمة في واقع التنمية بالولاية في المواضيع المرفقة.