أسدل الستار أول أمس على فعاليات المهرجان الثقافي الدولي التاسع للرقص الشعبي الذي احتضنته سيدي بلعباس عاصمة العمارنة على مدار أسبوع حيث تزينت بأبهى حلة وعاشت أجواء إحتفالية لم تعرفها الطبعات السابقة نظرا لتزامنها هذه المرة إحياء الذكرى الخمسينية لاسترجاع السيادة الوطنية. ومن عوامل نجاح هذه الطبعة تحكم أفراد محافظة المهرجان في أمور التنظيم بدعم من عناصر الأمن التي أمنت أماكن العروض في هدوء وفرت الراحة والاطمئنان للمتفرجين ثم هناك التوافد القياسي للعائلات العباسية على مسرح الهواء الطلق الصايم الأخضر الذي احتضن سهرات الرقص إلى حد أنه لم يكن قادرا على استقطاب الحشد الهائل من المواطنين ما يستوجب توسيعه أضف على ذلك الديكور الرائع الذي توشحت به منصة العرض وكذا التنشيط المتميز للسهرات من طرف عبدون محمد دون أن ننسى التغطية الإعلامية الواسعة للتظاهرة ونذكر هنا بالخصوص حضور قنوات قضائية معروفة (نسمة فرنس 24 القارة أورو نيوز) هذا وتميز الحفل الختامي الذي أشرف عليه محمد الأمين حطاب والي سيدي بلعباس بأن افتتح السهرة بالي سيدي بلعباس للرقص المتكون من (4) جمعيات وبني عامر والتل والوئام وفن بلادي حيث أتحف الحضور بلوحات فنية مستوحاة من الموروث الثقافي الجزائري خاصة رقصة العلاوي التي تفاعل معها الجمهور أيما تفاعل أعقبته فرقة بولوأرميليت من تركيا التي تأسست في 1990 ففرقة رام للمسرح الراقص من لبنان بزيها المزركش والتي شدت أنظار الجمهور برقصاتها الخفيفة العاكسة للتراث الثقافي لهذا البلد الشقيق تم الفرقة الجزائرية من أسبانيا المشكلة من عدة جنسيات وتوالى تعاقب الفرق على الخشبة بلاروسيا أوكرانيا صربيا ، الإمارات العربية المتحدة ، تونس، فرنسا وكولومبيا وتيزي وزو وسطيف وغرداية وأهل البلاد من سيدي بلعباس هذا وفور إنتهاء كل فرقة من أداء رقصاتها الشعبية يقوم الوالي والسلطات المحلية بتكريمها . الجدير بالذكر أن عروض الرقص طيلة أيام التظاهرة لم تقتصر على مسرح الهواء الطلق وامتدت لتطال ساحة الوئام وساحة أول نوفمبر وبحيرة سيدي أمحمد بن علي لإضفاء المتعة والبهجة وتمكين أكبر شريحة من المواطنين من اكتشاف الموروث الثقافي الفني للشعوب المنتمية إليها الفرق المشاركة كما طالت أيضا بعض الولايات المجاورة كمستغانم وتلمسان ووهران وعين تموشنت. والحقيقة أن المهرجان أوفى بوعوده إذ أتاح الفرصة لمتتبعي الرقص الشعبي من اكتشاف تقاليد وعادات وثقافة شعوب أخرى خاصة منها أكرانيا وصربيا وبلا روسيا التي تشارك لأول مرة. حنكور حليمة محافظة المهرجان أعلنت في نهاية السهرة عن الاختتام الرسمي للتظاهرة ضاربة للحضور موعدا في الطبعة (العاشرة) للعام القادم والأمل يحذوها في استمرار نجاح هذا المهرجان الذي يقرب بين الشعوب موجهة تشكراتها الحارة للسلطات المحلية التي آزرتها ماديا ومعنويا وللجمهور الذي أقبل بكثافة على أماكن العرض