تعتبر الجلود ثروة اقتصادية هامة تضيع سدى نظرا لعدم ولوج عالم الاستثمار فيها رغم ما تعرفه تجارة الجلود وصناعتها من رواج عالمي وما يعرفه جلد البعير من طلب متزايد من قبل الشركات الكبرى لا سيما ذات الماركة العالمية مثل SERAS الكندية الرائدة في هذا المجال . وتمثل ولاية تندوف الصدارة في مجال وفرة هذه المادة لما يتواجد من رؤس الابل التي ينحر منها يوميا نحو 20 جملا والكارثة أن جلود تلك الثروة الاقتصادية ترمى دون جدوى ولا اعتبار لأهميتها نتيجة غياب مؤسسات مختصة في دباغة جلود الابل أو غيرها من جلود الحيوانات الأخرى كالماعز والغنم وغيرها . وانطلاقا من هذه الوضعية المزرية لضياع جلود الابل يلح الكثيرون على ضرورة اقتحام مجال الاستثمار في هذا الميدان الحيوي والذي ظل مهملا ، واعادة الاعتبار لصناعة الجلود التي دأب عليها القدامى من الحرفيين الذين كانوا يعرفون قيمة الجلد وما يصنع منه من وسائد وحقائب تقليدية كالتاسوفرة . وحسب مصالح الولاية المكلفة بمسألة الاستثمار وتطويره فان الابواب مفتوحة لا سيما على مستوى الشباك الوحيد وغيره من المرافق المعنية بترقية الاستثمار للإسهام بقدر كبير من الشروحات والتوضيحات حول مختلف الجوانب المرتبطة بالتحفيزات الخاصة بالاستثمار بالجنوب والهضاب العليا ، والذي يقترح جملة من الانشطة القابلة للاستثمار محليا منها الدباغة الصناعية لجلد البطانة أو النعالة من جلود الابل والبقر والخيول والدباغة والمراطة الصناعية لجلود الاغنام والماعز. وحسب نشاط الشباك الوحيد غير المركزي لولاية تندوف فان نظام الحث على الاستثمار يمكن استفادة مشاريع الاستثمارات من اعفاء وتخفيض جبائي وفقا لموضع وتأثير المشاريع على التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وتدعو الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار من خلال شباكها الوحيد غير المركزي بولاية تندوف المستثمرين الخواص في نشاط استغلال حليب الناقة الذي يعرف رواجا محليا ووطنيا وحتى دوليا لفوائده الصحية الى خلق وحدات متكاملة من تجميع للحليب الى استغلاله وفق متطلبات الزبائن وبطرق اكثر فعالية وفق المقاييس الصحية المعمول بها ، وبذلك يكون الباب مفتوحا اما كل المبادرات الشخصية للإسهام في تنمية المنطقة بمواردها المتاحة وبالتالي توفير مناصب عمل للعديد من الأسر الميسورة الحال. وترتبط معظم الصناعات الحرفية الجلدية بتندوف بمادة الجلود خاصة الوسائد الجلدية المزخرفة والتحف والهدايا ، ويلاحظ اندثار العديد منها نتيجة قلة مادة الجلود التي يضطر كثير من الحرفيين إلى جلبها من خارج الولاية ، فيما يطرح البعض الأخر تساؤلات عن ثروة جلدية تذهب في مهب الرياح ، وتتعالى المطالب في إعادة استغلالها من خلال إنشاء المؤسسات الصغيرة واقتحام عالم المقاولة للدباغة واستغلال جلود الماشية التي تضيع سدى ، ويرهن الكثيرون مستقبل الحرف المصنوعة من جلود الابل والماعز بمدى وفرة هذه المادة الموجودة بالفائض والمتروكة للضياع والتلف .