شهدت سوق العمل في الآونة الأخيرة على مستوى المنطقة الصناعية حاسي الرمل تراجعا كبيرا في عروض العمل بكثير من المؤسسات النشطة بالجهة و على رئسها مديرية الإنتاج لمؤسسة سونا طراك و التي لم تتقدم بأية عروض للعمل إلى الوكالة المحلية للتشغيل منذ أزيد من 05 أشهر . أما مناصب المهندسين و التقنيين السامين و المناصب الإدارية الهامة فتظل حكرا على المديرية المركزية بالجزائر العاصمة و التي تظل بعيدة المنال بالنسبة لأبناء المنطقة المديرية الجهوية لمؤسسة سونا طراك بحاسي مسعود لها معامل و مصانع متعددة بحاسي الرمل و هي معروفة في الوسط العمالي باسم حوض الحمراء و التي تتقدم بين الفينة و الأخرى بعروض عمل ذات شروط تعجيزية ، كطلب توظيف الحاصلين على شهادات الدراسات التطبيقية الجامعية في مجال المحروقات ، بينما لا وجود لهذا التخصص بجامعة الأغواط و هو مبرر آخر لحرمان أبناء المنطقة من عملية التوظيف . أما مشروع إنجاز المحطة الهجينة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية و الغاز ، الذي كلف ميزانية الدولة أكثر من 360 أورو الذي دخلت أجزاءه مرحلة التجريب و هو يوشك على نهايته فقد وفر منذ أيام قليلة 60 منصب عمل للمهندسين و التقنيين في مجال الكهرباء ، حصة الولاية قدرت بالسدس ، بحصول 10 مهندسين من ولاية الأغواط على مناصب و ذلك بالرغم من أن المترشحين لهذه المناصب ناهز ال 260 إطارا جامعيا مهندسا ، جلهم من أبناء الولاية . هذا و قد كانت المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى " جي تي بي " من بين المؤسسات النشطة بالمنطقة الصناعية حاسي الرمل و تستقطب عددا هاما من الأيدي العاملة إلا أن هذه المؤسسة تراجع نشاطها في الآونة الأخيرة نتيجة لقلة الصفقات مع سوناطراك و التي يتوقع أن تكون لها علاقة بالتحقيقات التي طالت مجموعة سونا طراك ، لأن جي تي بي " تعتبر المتعامل الأول معها في حاسي الرمل . و قد أفادت مصادرنا عن نية الشركة في التخلص من 400 منصب عمل ، 90 % منها من ذوي الأيدي العاملة الغير مؤهلة . أما المؤسسة الوطنية للهندسة المدنية و البناء " جي سي بي " فهي شبه عاطلة عن العمل و قد انعكس هذا الوضع على سوق الشغل بالسلب مما زاد من رقعة البطالة اتساعا بالمنطقة . غير أن الحلقة الأضعف في هذا الواقع المتهالك بالجهة هي الوكالة المحلية للتشغيل التي يحملها جل المسؤولين كل أوزار التراجع في عروض العمل ، و الحقيقة التي التمسناها تكمن في غياب التنسيق و التكامل بين الوكالة المحلية للتشغيل و مفتشية العمل و كذا المؤسسات الاقتصادية النشطة بالجهة و المنتخبين . كما شهدت الوكالة المحلية للتشغيل بحاسي الرمل في أقل من 08 سنوات تغييرات متتالية لرؤسائها و طواقمها الإدارية أكثر من 10 مرات و قد يكون عدم استقرار المسؤولين بوكالة بحاسي الرمل للتشغيل بسبب الضغوط الكبيرة التي تضعها بين سندان أصحاب النفوذ و مطرقة البطالين .