إنه فضاء مولد النور..، مولد الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي وصفه الشاعر المتألق حسان بن ثابت، في مسار المدح الصافي الكافي: «وأحْسَنُ منكَ لم تَرَقَطّ عيني..،.. وأَجْمَلُ منكَ لَم تَلِدِ النّسَاءُ» «خُلِقْتَ مبرّأً من كلّ عَيْب..،.. كأنكَ قَدْ خُلِقتَ كمَا تشَاءُ» محمد (صلى الله عليه وسلم) نبيّ الرحمة.. والإحسان.. والقائد السائد بسيرته الإنسانية الإسلامية..، ومسيرته الإيمانية التوحيدية..، والإحتفال بمولد المصطفى الصادق الأمين - «حالة إستثنائية»- ليس الغرض منها - ما يقصد به من عادة عُرفية- بل المقصد منها - جوهريا- التأمل.. والتذكير.. والتنوير للنّفوس والرؤوس، فسيرة النّبي (صلى الله عليه وسلم) مثال يحتذى، ونبراس يُقتدى، وليست قصة تُتلى، ولا مدائح تنشد..، وإنما سيرته منهج حياة متكامل، وفعل الإحتفال بمولده، لم يكن من قبل، بل جاء كمبادرة حرّة حبّا فيه، ومن أجل فضائله لا غير. إننا في زمن الشهوات.. والبهتان.. واتباع خطوات الشيطان، نظلّ جميعا بحاجة إلى الإضاءة النّورانيّة القرآنية التالية:«لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» «سورة الأحزاب: من الآية 21» .. أي قدوة صالحة تلزمون سنّته، وتمتثلون أمره،.. وتجتنبون نهيه، وتقتدون بأوقاله وأفعاله وأحواله في كلّ شأن من شؤونكم،.. «محمد» سول الرحمة.. حجّته القرآن.. ودعوته التوحيد، ..ومنهجه الإحسان،.. وكرامة وعزة الإنسان في كل المواقع.. والواقف، إن سيرته تحكي مسيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة فلم تخرجه عن إنسانيته، ولم تُلحق حياته بالأساطير... لأنها موثقة ومسجلة بالأقلام الملتزمة، والملازمة الميدانية..، إنّه القدوة الصالحة لكل داعية، وكل قائد، وكل أب، وكل زوج، وكل معلم.. وكل تااجر، وكل أمام، وكل محاور.. إن السيرة النبوية الشريفة موثقة من المهد إلى اللحد بدقة متناهية المصادر والمراجع خير برهان لكل باحث مهتم.. أوقارئ مطالع. «وشقّ له من إسمه ليُجلّه..،.. فذُو العرض محمود وهذا محمّد» وعلى الجملة فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إنسانا بصفات التألق والتفوق والكمال وقد خاطبه الله (عز وجل) مثنيا عليه «وإنكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيم» (سورة القلم .. الآية4) يا محمد..يا مكم يام عظم إنك لعلى خلق عظيم.. كريم الشمائل جميل الفضائل.. نعيش نحن أبناء أمة التوحيد - إن شاء الله - على نهجك، ونعايش فضاءات سيرتك بالإيمان والإحسان.. بلا إعوجاج ولا بهتان ولا عصيان.. بل المولد مولدك.. والعزّ في سيترك.. والكرامة في مسيترتك. ومسك الختام قول الشاعر العربي في مدح سيدنا الأمين صاحب البلاغ المبين: «لم يخلق الرحمان مثل محمد..،... بين الورى بشرا على الإطلاق» «كل ولا عرف الخلائق قدره..،.. ما فوقه حقّا سوى الخلاّق» «ماذا أقول بوصفه ومديحه..،.. وسنَاه دوما باهر الإشراق»