عرفت أسعار عملة الأورو منذ بداية شهر رمضان إرتفاعا ملحوظا إذ بلغت قيمة شراء 100 أورو بالسوق الموازية الى 12550 دج فيما تتجاوز قيمة بيع نفس المبلغ بين 12600 و12620 دج. وقد سجلت هذه الزيادة منذ حوالي ثلاثة أسابيع الى شهر إذ كانت تكاليف شراء وبيع نفس هذه القيمة أقل. من جانب آخر أكد لنا أغلب تجار العملة بالسوق الموازية بأنه من المتوقع أن تتواصل هذه الزيادة هذا الحد إذ لم ترتفع أكثر وهذا لإقتراب موسم الحج الذي يتسبب في زيادة الطلب على هذه العملة لحاجة الحجاج إليها لشراء ما يحتاجون إليه بالبقاع المقدسة خاصة وأن المبالغ المسموح لهم بصرفها من المؤسسات البنكية لا تكفيهم طيلة مدة بقائهم هناك. أما عن الأسباب التي ساهمت في رفع قيمة عملة الأورو مؤخرا فأرجعها التجار الى عدة أسباب أهمها كون الأمر يتعلق بعملة مرشحة للزيادة والنقصان في أي وقت وهذا حتى في البورصة كما أن لها علاقة بحركة الإستيراد والتصدير ولها تأثير على غلاء السلع وخاصة الألبسة كونها العملة التي يتم التبادل بها بين التجار أثناء شراء كميات كبيرة من السلع فيما بينهم لذا فإن مختلف هذه التعاملات التجارية والتي تتم بهذه العملة وليس بالدينار في الغالب من شأنها التأثير في قيمتها. أما السبب الثاني والرئيسي الذي أثّر في هذه العملة فيرتبط بموسم العمرة إذ يفضل الكثير من الناس أداء العمرة خلال شهر رمضان كونها تعادل حسنات حجة وهي فرصة للعبادةخلال هذا الشهر الكريم لذا يسجل دائما بهذه الفترة إرتفاعا في قيمة الأورو وهذا لزيادة الطلب عليه خاصة مع إحتساب الطلب الإضافي للمعتمرين الذين يرغبون كما سبقت الإشارة الى أخذ قيم كبيرة من الأورو معهم لشراء المستلزمات والهدايا. أما السبب الثالث والذي أشار إليه العديد من التجار بالسوق الموازية ممّن حاورناهم فأكدواولنا بأن الإرتفاع مرتبط أيضا بتراجع العرض بالسوق إذ وعلى الرغم من القيم التي تتوقف مع بداية موسم الإصطياف بعد دخول المغتربين وجلبهم لمبالغ صرفوها بالسوق إلا أنه ولقصر فترة موسم الإصطياف هذه السنة وعودة بعضهم فلم يكن العرض المتوفر كاف للحفاظ على إستقرار قيمة صرف هذه العملة التي لا تستقر على قيمة واحدة والملاحظ أنها أصبحت في إرتفاع مستمر، وقد أشار بعض التجار أيضا الى تراجع عدد زبائنهم من المتقاعدين أصحاب الرواتب بالعملة الصعبة وخاصة المتقاعدين الذين شاركوا في حرب الهند الصينية وهذا لوفاة بعضهم وتوقف منحهم بعد ذلك. جميع هذه الأسباب سواء كانت رئيسية ومؤثرة بشكل كبير أو ثانوية ساهم تعددها في التأثير على أسعار صرف هذه العملة لتبقى قيم شرائها وبيعها في إرتفاع مستمر مع العلم أن قيمة الأورو بدأت بعد إعتمادها لعملةرسمية من عينة 8000 دج عن كل 100 أورو، وهي تصل اليوم الى 12550دج ومرشحة للزيادة. تشير توقعات تجار السوق الموازية لأن تصل قيمتها في الأيام المقبلة الى 12600 دج للشراء و12700 دج للبيع في حالة إستمرار زيادة الطلب مقابل نقص العرض خاصة وأن التجار يفضلون إقتناء كميات جديدة وكبيرة من السلع وخاصة الألبسة لتسويقها عشية عيد الفطر وبالتالي يحتاجون لشراء قيم كبيرة من الأورو لإجراء هذه التعاملات التجارية ومن تم توقع إستمرار الإرتفاع. وفي السياق ذاته ومن خلال حوارنا مع تجار العملة بالسوق الموازية أشار هؤلاء الى مشكل إنتشار عمليات التزوير التي تطال الأوراق النقدية وخاصة الأورو إذ أصبح من الصعب إكتشاف حالات التزوير هذه وعلى التاجر أن يكون ملمّ وعلى علم بطرف التزوير ليكتشف الورقة الأصلية من تلك المزورة وقد وقع العديد من التجار المبتدئين في عمليات تحايل تحملوا على إثرها خسارة كبيرة وهو مشكل أصبح يعرقل هذه التجارة التي تجرى داخل سوق غير شرعية مفتوحة علنا ولها تجارها وزبائنها.