زار أمس القنصل الإسباني بوهران السيد خوسي مارتيناز رودريغاز مقر جريدة "الجمهورية" حيث كان في إستقباله المدير العام السيد بن عامر بوخالفة وطاقم التحرير، حيث أبرز القنصل العام وهو يطوف بمختلف أقسام الجريدة إعجابه الشديد بالجريدة وعراقة تاريخها، إذ قٌدمت له الشروحات الوافية حول مراحلها، منذ بدئها في الحقبة الإستعمارية حتى الإستقلال الوطني، إضافة إلى كونها مدرسة حقيقية للإعلام، حيث تخرج منها عدة صحفيين هم اليوم مسؤولون بالجرائد الوطنية (...). وإسترسل القنصل العام في حديثه مع الصحفيين حول واقع وآفاق العلاقات الثنائية بين الجزائروإسبانيا، إضافة إلى الشراكة الثنائية في شتى المجالات، لا سيما الصناعية والإقتصادية (...). وأكد القنصل العام، على الطابع التاريخي لوهران وقربها من إسبانيا (...) كما إندهش لجمال وهران ومناخها الجذاب، وقال أنه لا يجد فرق بينها والمدن الإسبانية الأخرى (...) وأبرز كذلك أن مهمته في القنصلية تكمن أساسا في تشجيع التقارب بين وهران والمدن الإسبانية الأخرى خصوصا من ناحية التبادل السياحي والزيارات المتبادلة (...) وصرح أيضا، أن سكان وهران متفائلون بمدينتهم، وهم يطمحون لأن تكون حاضرة من كبريات الحواضر المتوسطية (...). وفي سياق ذي صلة تكلم عن عدة ملفات هامة كالتأشيرة، والتبادلات الثقافية والعلاقات البشرية بين البلدين(...) وفي بداية الجلسة قدم السيد بن عامر بوخالفة المدير العام المسير للجريدة لمحة عن تاريخ إنشاء جريدة الجمهورية والذي يعود إلى سنة 1844م تحت تسمية صدى وهران »L'Echo d'Oran« وفي مقرها الحالي وتعد أول يومية في شمال إفريقيا كانت تطبع في وهران وتوزع في تونس على الساعة ال 5 مساءًا بعد إرسالها عن طريق البر وفي سنة 1963 تم تأميمها وتحولت إلى »La République« الناطق باللغة الفرنسية كجريدة جزائرية مئة بالمائة وتعربت سنة 1976 تحت إسم »الجمهورية« وتعد مدرسة لتكوين الصحفيين حيث تخرجت منها أسماء معروفة في عالم الصحافة كمدير جريدة الوطن عمر بلهوشات الذي كان مراسلا صحفيا بالجمهورية وبن شيكو مدير لوماتان »Le Matin« سابقا الذي كان يكتب في القسم الرياضي، ونفس الشيء للمدير العام لجريدة كوتيديان وهران السيد عبدو بن عبو. وفي العشرية السوداء فقدت الجريدة العديد من إطاراتها من خلال الإرهاب الهمجي الذي حصد أرواح خيرة أبنائها، كما شرح السيد المدير العام لضيفه الأهداف الجديدة للجريدة من خلال تحقيق خدمة الإعلام الجواري ونقل انشغالات المواطنين، خاصة في الجهة الغربية كونها جريدة ذات بعد جهوي يمتد توزيعها إلى الولاياتالغربية والجنوبية ولها 7 مكاتب جهوية، وكذلك إنجازها لملحق رياضي أسبوعي وآخر ثقافي ثم فسح بعدها المجال لمجموعة من الصحفيين لطرح أسئلتهم واستغلال فرصة تواجد سعادة القنصل العام الإسباني السيد »خوسي مارتيناز رودريغاز« لمعرفة العديد من الأمور خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الثنائية والدور الذي تقوم به المصالح القنصلية الإسبانية في وهران، ربط جسر للتواصل ما بين سكان ضفتي البحر الأبيض المتوسط وخاصة ما بين الشعبين الإسباني والجزائري وتعزيز أواصر الأخوة التي تجمعهما. وفي كل مرة كان يردّ على أسئلة الزملاء مرفوقة بابتسامة عريضة وأكد على أن حجم المبادلات التجارية والعلاقات الإقتصادية قد تضاعف خلال فترة قصيرة وأن الشراكة الإسبانية الجزائرية متنوعة ومستمرة وأن تواجد الإسبان في وهران يعود إلى عقود ماضية وأن معهد سرفانتس يقوم بدور كبير فيما يتعلق بالتقريب ما بين الثقافات ويعمل من خلال مديره المعروف بحبه للجزائر وعشقه لوهران على تقديم البرامج المتنوعة لإبراز الموروث الثقافي والفني لإسبانيا، وهناك حركية ثقافية من خلال تبادل النشاطات ما بين الفرق الفنية والفلكلورية لكلى البلدين. وعن قضية الفيزا وتداعيات التأخر في الإجراءات المتخذة أكد ضيف الجمهورية بأن منح التأشيرة يخضع لقوانين معروفة لدى دول منطقة »شن غن« وهي قوانين مطبقة في كل دول الإتحاد الأوروبي ومن خلال فتح المركز الجديد والخاص باستقبال ملفات الفيزا وللتوضيح أكثر فهو مركز مستقل ويختص فقط في إستلام الملفات من الراغبين في الحصول على الفيزا ولا يمكنه أن يقبل أو يرفض الملفات، هذا المركز الجديد سوف يمكّن القنصلية العامة من تنظيم عملية استقبال الملفات ويمكن للمواطن الراغب في الحصول على التأشيرة أن يتواصل مع المركز المذكور عن طريق الأنترنت وسوف يتم الرد عليه ومنحه موعدا لتقديم الملف في اليوم الموالي، وتقوم المصالح القنصلية بدراسته في أجل لا يتعدى العشرة أيام هذه الخدمة بمقابل ويدفع المترشح للحصول على الفيزا مبلغ 2300 دج عن كل ملف. وقد عملت المصالح القنصلية الإسبانية مع المركز المذكور في كل من موسكو وبمعدل 23 ألف ملف في السنة. أما عن استقطاب السياح الإسبان للإستمتاع بمناظر بلادنا الخلابة فأكد سعادة القنصل العام بأن تضاعف عدد الرحلات الجوية والبحرية ما بين وهران ومختلف المدن الإسبانية، مؤشرا إيجابيا لتدعيم السياحة ما بين البلدين وفي الإتجاهين وعمق العلاقات التاريخية ما بين البلدين والعوامل الكثيرة كفيلة بترقية هذه العلاقات والعودة بالفائدة على شعوب البلدين وأن 7 قرون من التواجد العربي الإسلامي بإسبانيا و3 قرون من التواجد الإسباني بشمال المغرب العربي يعطينا عشرة قرون من التاريخ المشترك الذي علينا أن نثمنه وختم ضيف الجريدة حديثه مع الصحفيين حول اهتمام الجزائريين بالرياضة الإسبانية وتفاجأ ضيفنا بتواجد عدد كبير من أنصار البارصا والريال بوهران. بعد جلسة دامت حوالي ساعة من الزمن وبعد زيارته لمختلف أقسام الجريدة أبدى إهتمامه بمصلحة الأرشفي وبما تمتلكه الجريدة من وثائق ومخطوطات تعد ملكية عالمية وتاريخ ثري لمنطقة تعرف بتعايشها السلمي وترحيبها بكل قادم إليها، سعادة القنصل العام الإسباني وعد الجميع بالتواصل المستمر وبأن تكون زيارته هذه الأولى بداية لعهد جديد في التعامل منع وسائل الإعلام الجزائرية بمختلف أنواعها.